أعطت كل من السعودية ومصر ضوءاً أخضر لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس “عاصمة” لكيان الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى محاولات حثيثة من نظامي البلدين لإقناع الرأي العام عندهما.
تقرير: بتول عبدون
اختارت كل من السعودية ومصر إسرائيل حليفاً استراتيجياً على حساب قضية وحق الشعب الفلسطين، ولم يكن اجتماع الجامعة العربية إلا فلوكلوراً إعلامياً يجري اتباعه كلما اقتضت الحاجة.
أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لوكالة “فرانس برس” وجود “مصالح مشتركة” بين السعودية وإسرائيل، مشيراً إلى استعداد المملكة للاعتراف الكامل بإسرائيل في حال التوصل إلى ما سمّاه حلا للصراع مع الفلسطينيين.
يأتي هذا في وقت دأبت فيه المملكة على تهيئة الرأي العام على التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي من خلال اعتبار إيران أخطر من إسرائيل، فضلاً عن تصريحات مثقفيها أن القضية الفلسطينية جانبية بالنسبة إلى المملكة، ناهيك عن المعلومات التي كشفت عن اتفاق أميركي سعودي إسرائيلي بجعل منطقة أبو ديس عاصمة لفلسطين بدلاً عن القدس، وهذا ما طرحه ولي العهد السعودية محمد بن سلمان على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في زيارته الأخيرة للسعودية.
تسير مصر إلى جنب السعودية في سياسة إهدار حق الشعب الفلسطيني. فقد كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن تسريبات تتحدث عن قبول النظام المصري برام الله عاصمة لفلسطين بدلاً من القدس.
وحصلت الصحيفة على تسريبات صوتية أظهرت تعليمات من ضابط المخابرات المصري أشرف الخولي إلى الإعلاميين بشأن معالجة ملف القدس إعلامياً، من خلال التركيز على أن ما هو مهم بالنسبة النظام المصري هو إنهاء معاناة الفلسطينيين عبر حل سياسي يتمثل برام الله بدل القدس عاصمة لفلسطين، مشيراً إلى أن مصر كان لديها علم بموضوع القدس، وأن المصريين “وافقوا على ذلك”.
وأكد الضابط، بحسب التسجيلات، أن الصراع مع إسرائيل “لا يصب في مصلحة مصر الوطنية”، معتبراً أن الانتفاضة “لن تخدم مصالح الأمن القومي المصري”، لأنها “ستعيد إحياء الإسلاميين وحماس”، على حد تعبيره، مؤكداً أنه “في نهاية المطاف، القدس لن تختلف كثيراً عن رام الله مستقبلاً”.
وأشارت مصادر أردنية إلى تحفظ السعودية ومصر على طلب الأردن عقد قمة عربية طارئة لمواجهة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبار القدس “عاصمة” لكيان الاحتلال. تجدر الإشارة إلى أن القمة العربية الدورية ستعقد نهاية مارس /آذار 2018 في السعودية.