“نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض”، كتاب يكشف خبايا السياسة الأميركية وتطلعاتها إلى منطقة الشرق الاوسط، وكيفية هندسة “صفقة القرن” ووصول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى ولاية العهد في السعودية.
تقرير: سناء ابراهيم
يبدو أن نيران المعلومات التي كشف عنها الكتاب المثير للجدل “نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض”، لمؤلفه الكاتب مايكل وولف، أحرقت الأوراق المخبأة لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتدخلاته في المنطقة، خاصة في الدول العربية، انطلاقا من السعودية والأزمة مع قطر والأردن ومصر، وصولاً إلى ما عرف بـ”صفقة القرن”.
بين صفحات الكتاب الذي صدر في وقت مبكر وأثار جدلاً واسعاً، يُرفع الغطاء عن الدور الأميركي في ارتقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في السلطة وإقصاء مناهضيه، إذ قال ترامب لأصدقائه عقب تولي ابن سلمان منصب ولي العهد: لقد وضعنا رَجُلنا في القمة على رأس الحكم. ولم تكن زيارة ابن سلمان إلى البيت الأبيض في شهر مارس / آذار 2016 إلا احتفالاً من ترامب (به)، كجزء من لعبة السلطة التي يمارسها في السعودية “. وأضاف وولف “عرض ابن سلمان سلّة من الصفقات والإعلانات، التي تتزامن وزيارة ترامب إلى السعودية، ليعطي الرئيس الأميركي “نصراً”.
يصف الكتاب العبارة التي استخدمها ابن سلمان عندما كان ولياً لولي العهد عن دوره واستعداده، خلال مقابلته الأولى المهمة مع صهر الرئيس الأميركي غاريد كوشنر، عندما وصف ابن سلمان نفسه بأنه “الرسغ الذي يمكن أن تعتمد عليه اليد الأميركية”، وهو ما فسّره مراقبون بأنه يعني أن ابن سلمان هو “الساعد الأيمن” لواشنطن في المنطقة.
أما “صفقة القرن”، فقد كشف ناشر الكتاب عن أن ستيف بانون، الذي كان يشغل منصب مهندس استراتيجيات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويوصف حتى بـ”عقله المفكر والمدبر”، قبل أن يطرده ترامب من البيت الأبيض، نصح الأخير تسليم إدارة الضفة الغربية المحتلة إلى الحكومة الأردنية، وقطاع غزة ليحاولا التعامل معهما وسكانهما، أو الغرق في إداراتهما، وزعم بانون أن “فكرته العبقرية” هذه “ستجنب تقديم تنازلات للسلطة الفلسطينية وإنشاء دولة فلسطينية” وأنها ستكون ضمن “خطة سلام ترامب للسلام”، التي يحاول فرضها في نهاية عام 2018، وقد أثارت صفقة القرن بين ابن سلمان وصهر ترامب ورئيس السلطة الفلسطنية محمود عباس غضباً واسعاً.
ووفقا للكتاب، فإن العلاقة بين كوشنر وابن سلمان ألهمت ترامب تصوره حول الشرق الأوسط، الذي يرى فيه أن السعودية ومصر ستمارسان الضغوط على الفلسطينيين للتوصل إلى السلام، وفق زعمه.
يشير “نار وغضب” إلى موافقة الادارة الأميركية على منح الرياض حق تمويل وجود عسكري أميركي جديد على الأراضي السعودية يكون بديلاً عن القاعدة العسكرية الأميركية الموجوة في قطر، وهو اعتبر مشاركة أميركية في الحصار المفروض على الدوحة.