عبر حملة متنوعة، أطلقت رجال دين ودعاة فتاوى دينية تزعم بجواز فرض الضرائب على المواطنين، ما شكل موجة غضب عارمة لدى النشطاء على اعتبار أن رجال الدين يساندون السلطة بوجه المواطن.
تقرير: سناء ابراهيم
بعد غياب غير مبرر واضمحلال لدورها في الفترة الأخيرة، إثر تحركات محمد بن سلمان ولي العهد تجاه السعودية، تعود “هيئة كبار العلماء” من الباب الأوسع لدعم السلطة السعودية، بفتاوى تبرر زيادة الضرائب وفرضها على المواطنين، خاصة مع الصرخة الشعبية التي تعلو يوماً تلو الآخر، إثر تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية سوءاً، مع ارتفاع نسب الفقر والبطالة وفرض الضرائب.
بعد أن اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي حالات التنديد والاستنكار لما آلت إليه الأوضاع في البلاد مع فرض الضرائب منذ الأول من يناير الحالي بشكل هستيري، دخلت هيئة كبار العلماء على خط الضرائب، لتطرح فتاوى “جواز” زيادتها من جهة، وممارسة سياسة التدليس مع السلطة الحاكمة.
عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الله المطلق، زعم أن الضرائب التي أقرتها الحكومة “جائزة”، ودعا الدعاة وأئمة وخطباء المساجد، لتبيان ذلك للناس، مدعيا أنه لا بد “للدعاة ورجال الدين الرد على من وصفهم “بالجاهلين والحاقدين” لعدم قبولهم بالضرائب على حد تعبيره، ما دفع بالمغردين للرد عليه، بسبب تناقض الفتاوى الدينية وفق ميول السلطات، حيث كانت الضرائب محرمة سابقاً وأصبحت اليوم واجيا، اذ كتب أحدهم “لم أعد أستغرب لو كُتب غدًا بأن الضرائب تعد سبباً من أسباب دخولك الجنة”، فيما غرّد آخر: “الضرائب كانت محرمة سابقا وتسمّى في الشرع المكوس. لكن مع الوقت صارت حلالا”.
وعلى المنوال عينه، اتهم أستاذ الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء عبدالعزيز الفوزان، بعض الجهات باجتزاء كلامه حول تحريم الضرائب، مشيرا الى أنه “يجوز فرض الضرائب إذا احتاجت الدولة وشحت مواردها بعد انخفاض أسعار النفط، وهي ليست بدعًا من الأمر”، على حد ادعاءاته.
أما عائض القرني، فقد تناسى رفاقه الدعاة الموضوعين في المعتقل بأمر من محمد بن سلمان، وغرّد عبر موقع “تويتر”، عبارات المدح والدعاء للملك ونجله، مثنياً على قرارات الحكومة بفرض الضرائب، ما دفع نشطاء الى التعبير عن رفضهم واستيائهم من فتاوى العلماء ورجال الدين، واعتبر البعض أن هؤلاء “باعوا دينهم وأمانتهم بحفنة من الريالات وطمعا في (رز آل سعود) أو خوفا من بطش النظام بهم”، وفق تعبيرهم.