كشفت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، عن أن اعتقال الأمراء في السعودية يعود لأسباب مالية سياسية يتبعها محمد بن سلمان للوصول الى الحكم.
تقرير: سناء ابراهيم
بالتزامن مع موجة الغضب السعودية على سياسات الضرائب التي فرضتها الحكومة على المواطنين، لجأت الرياض لشراء الصمت الشعبي والتخفيف من حدة الغضب المتزايد بسبب الأوضاع المعيشية، عبر إقرار سلسلة من الأوامر التي أقرت من خلالها بعض الزيادات والبدلات، من أجل التعويض على المواطنين.
موقع “بلومبيرغ”، وفي تقرير، أشار الى أنه “لم يمر أكثر من أسبوع من تذمر السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون حتى أعلنت السلطات بأنها ستساعد الناس بمليارات الريالات؛ لتعوضهم عن الزيادة في أسعار السلع، وبذلك يكون النظام قد عطل عمودا من عماد خطته لإصلاح الاقتصاد، والمتعلق بفطم المواطنين عن المساعدات الحكومية”.
اعتادت السلطة السعودية اللجوء في أوقات عدم الاستقرار السياسي إلى المنح السخية، وفق “بلومبيرغ”، حيث أشارت الى أن ما منح للمواطنين من أجل شراء رضاهم وصمتهم؛ وعلى وجه الخصوص مع سياسة الاعتقالات التي يتبعها ولي العهد محمد بن سلمان، فبعد اعتقالات “الريتز كارلتون” التي بدأت في الرابع من نوفمبر، انطلقت موجة جديدة، نسبة الى “سجن الحائر”.
سياسة تهميش المنافسين التي بدأها ابن سلمان خلال الصعود السريع للسلطة، تستمر مع اعتقال 11 أميرا وزجهم في سجن الحائر بسبب اعتراضهم على التعامل مع أقربائهم في “الريتز كارلتون”، وقد عرف من بينهم نجلي الملياردير السعودي الأمير سلطان بن محمد الكبير، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة المراعي، الأميرين نايف بن سلطان وسعود بن سلطان، وفق وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية.
ولفتت الوكالة إلى أن الأمير نايف بن سلطان يشغل حالياً عضوية مجلس إدارة شركة المراعي، وهو أيضاً رئيس مجلس إدارة شركة “زين” السعودية، ثالث أكبر شركة اتصالات في السعودية.
النائب العام السعودي سعود المعجب، زعم أن الأمراء نقلوا إلى سجن الحائر الأمني لحين محاكمتهم، إلا أن تسجيلاً صوتياً لأحد أمراء السعودية حصلت عليه “بلومبيرغ” يدحض تلك الرواية الرسمية. وبحسب التسجيل الصوتي، وهو للأمير عبد الله بن سعود بن محمد، فإنه لا يمكن التصديق بأن الأمراء يعترضون على دفع فواتير الماء والكهرباء، مشيرا الى أن جميع من تم احتجازه “لديهم قدرات مالية كبيرة جداً ولا يعانون من مشاكل مالية”.