محمد البدري
يؤكد تصريح عضو اللجنة التنفيذية لـ”منظمة التحرير الفلسطينية”، أحمد مجدلاني، أن ما كان تسريبات أصبح حقيقة واضحة، فالسعودية هي المحرّض الأساس على القضية الفلسطينية، ضمن ما سميَ بـ”صفقة القرن”، والتي وصفها مجدلاني بأنها تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية، وإنشاء تحالف إقليمي يشمل السعودية وإسرائيل ضد إيران.
تجهيز الأرضية اللازمة للخطط الأميركية، وتطويع المكونات السياسية والعسكرية الفلسطينية بما يتناسب مع تلك الخطط، هي المهام الأساس للسعودية، إلا أن تلك المهام اصطدمت بخطابٍ فلسطيني موحد ضد القرارات الأميركي، لا بل إن حركتي “الجهاد” و”حماس” بالإضافة إلى “الجبهة الشعبية”، ذهبوا أبعد من الرفض إلى إعلانهم التحالف الاستراتيجي مع الجمهورية الإسلامية في مواجهة التآمر السعودي، ما دفع واشنطن إلى محاولة تجهيز سلطة فلسطينية جديدة تتناسب مع طروحاتها.
من جهته، أكد مستشار رئيس السلطة الفلسطينية للعلاقات الدولية والشؤون الخارجية، نبيل شعث، أن هناك تسريبات حول خطة أميركية لعزل رئيس السلطة محمود عباس من منصبه، مشدداً على أن عباس يتعرض لضغوطات أمريكية هائلة من أجل القبول باستمرار الولايات المتحدة كوسيط للسلام في المنطقة.
يتقاطع كلام شعث مع ما تم الكشف عنه مؤخرا بأن واشنطن وأبو ظبي والرياض بدأت بإطلاق حملة تلميع وتسويق للقيادي الفلسطيني، محمد دحلان، المقرب من ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد. إذ عمدت مواقع إلكترونية عديدة، ومن ضمنها موقع “ميدل إيست أفيرز”، إلى الزعم أن دحلان معارض لسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتجاه القضية الفلسطينية، مدعيةً أنه ممنوعٌ من دخول الولايات المتحدة منذ عام 2010، في محاولة مكشوفة لإزالة الشبهات حوله.
وبحسب مصادر متابعة للقضية، فإن دحلان الذي يشغل منصب المستشار الأمني لإبن زايد، كان قد عقد اجتماعاً مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في شهر نوفمبر / تشرين الثاني 2017، تم خلاله مناقشة المطالب السعودية بإجراء تغييرات جوهرية في السلطة الفلسطينية.