يحاول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كسب رضى العالم الغربي في صعوده الى سدة الحكم، ليس من باب الإصلاح إنما عبر المهرجانات والحفلات التي تشغل اهتمامات الجيل الشاب في الوقت الراهن.
تقرير: سناء ابراهيم
إلى دولة رعاية للفنون والحفلات الموسيقية والمهرجانات الهزلية تنتقل السعودية، هكذا وصفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في حديثها عن السياسات المتبعة من قبل ولي عهد السعودية محمد بن سلمان لتغيير بلاده، وهذه التغييرات المتسارعة تثير “المخاوف من الخلفية الدينية المتشددة التي تتمتع بها السعودية، وانعكاس ذلك على حياة الفنانين الذين يمكن أن يظهروا إلى المجتمع بنتاجاتهم”.
على وقع التغييرات التي يرسمها ابن سلمان من أجل تبديل النكهة المتشددة في بلاده وجعلها على حد زعمه تتماشى مع التطور في مختلف دول العالم، كانت إدعاءات ابن سلمان من أجل الاستيلاء على الحكم وكسب التأييد الغربي قبل التأييد الداخلي، الذي لم يكن ينتظره، بل سعى إلى تقويض كل منافسيه ومعارضيه وشن حملة اعتقالات واسعة طالت كافة فئات المجتمع.
السينما التي منعت لعقود من الزمن عن السعودية، تستعد للعودة من الباب الأوسع في الوقت القريب، ما يشير الى أن ابن سلمان يمنح الشعب أمور بديهية من أجل التغطية على خطواته من أجل الصعود الى الحكم، وقد لفتت “نيويورك تايمز”، الى أنه من شأن افتتاح “دور للسينما التي تم حظرها على مدى عقود، كما أن اللوحات الإعلانية التي تروج لتلك التغييرات والحفلات، أن تشعر الشباب السعودي بسعادة غامرة”، بحسب تعبيرها، مشيرة الى أن العديد من الفنانين السعوديين يتساءلون اليوم هل يمكن للحكومة أن تحميهم؟ وهل يمكنها أن تدافع عنهم في حال تعرضوا لانتقاد جهة حكومية ما؟
السعودية في الآونة الأخيرة قبلة لكبار الفنانين العالميين، تقول “نيويرك تايمز”، وذلك في إطار عزم أكبر بلد خليجي على الانفتاح وتبني تفسيرات أقل نسبة في التشدد الديني، واستندت الصحيفة الى زعم ولي العهد الى أن بلاده ستعود إلى ما سماه الإسلام “الوسطي”، وقد سبق هذا التطور الخطوات التي اتبعها ابن سلمان عبر القضاء على المؤسسة الدينية، بشكل متتال عبر تقليص دورها، ما شكل انهيار في التحالف بين النظام والمؤسسة الدينية، التي كانت سبب نشر التطرف والوهابية داخل البلاد وخارجها.
يشير مراقبون إلى أن جذب الشباب والحصول على تأييدهم من باب الفن والحفلات ومحاولات القضاء على المؤسسة الدينية ليست سوى خطوات وسياسة مقصودة من ابن سلمان لكسب تأييد الدول الغربية في صعوده الى سدة الحكم من جهة، والتغطية على سياسة الحكم العسكرية التي يتبعها عبر الاعتقالات وزج المعارضين خلف القضبان، بمن فيهم أقرباؤه.