رفضت السعودية طلب الجزائر زيادة عدد الحجاج الجزائريين للموسم المقبل، انتقاماً من حادثة رفع لافتة ضد الملك سلمان خلال مباراة لكرة القدم في إحدى الملاعب الجزائرية، وذلك في استغلال واضح لإحدى فرائض الإسلام من أجل تحقيق مآرب سياسية.
تقرير: حسن عواد
من جديد، تطرح تساؤلات حول تفرد النظام السعودي بحراسته أكثر مواقع العبادة قدسية بالنسبة إلى المسلمين في مكة المكرمة، واستغلاله الشعائر الدينية بغرض تحقيق مآرب سياسية.
برغم التطمينات التي تلقتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية مع ختام موسم الحج لعام 2017 برفع العدد لموسم عام 2018، رفضت السعودية رفع أعداد الحجاج الجزائريين من 36 ألفاً إلى 41 ألف حاج، وهو أمر أكده وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية محمد عيسى، في منشور له على صفحته الرسمية على “فيسبوك”.
إلا أن ما لم يرد عيسى الإفصاح عنه كشفه موقع قناة “الجزائرية” الأولى التلفزيونية، بأن الرفض السعودي جاء انتقاماً من الجزائريين الذين رفعوا لافتة ضد الملك سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مباراة لكرة القدم في منطقة عين مليلة شرق الجزائر، كتب أسفلها سلمان وترامب “وجهان لعملة واحدة”، وذلك على خلفية إعلان الأخير أن القدس “عاصمة” لإسرائيل واعتباره وقراره نقل السفارة الأميركية من تل ابيب إلى القدس أيضاً.
اعتذار الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى باسم الشعب الجزائري لرئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله بن محمد آل الشيخ، في آخر زيارة لأويحيى إلى الجزائر لم يكف المملكة التي أرادت الانتقام مما اعتبرته “إساءة” للملك سلمان، فراحت تضيق إجراءات الحج على الجزائريين، وحرمتهم من زيادة عدد الحجاج.
وأصبح الحج أحد أركان الإسلام، ليس لمن استطاع إليه سبيلاً، وإنما لمن ترضى عنه السعودية، وكأن هذه الفريضة ليست للعبادة وإنما لتقديم الطاعة والولاء للملك السعودي وولي عهده.