أخبار عاجلة

دايلي تليجراف: خمسة أسباب تدفع بريطانيا لقصف داعش وأخرى تجعلها تحجم عن ذلك

بريطانيا / روبرت كولفيل – من المقرّر أن يقوم البرلمان البريطاني يوم الجمعة القادم بمناقشة الأزمة في سوريا والعراق. وبحلول نهاية الأسبوع، قد تحلّق الطائرات الحربية البريطانية في سماء الشرق الأوسط، ولكن هل يجب على بريطانيا بالفعل أن تتورط في هذه الحرب؟ فيما يلي خمسة أسباب مقنعة لضرورة ذلك، وأسباب أخرى مقنعة بالدرجة نفسها لضرورة ألا تفعل بريطانيا ذلك.

خمسة أسباب توجب على بريطانيا أن تشارك في القتال:

١- داعش تمثل خطرًا واضحًا وقائمًا على الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط

حتى إذا فشلت في محاولاتها في إنشاء “خلافة” جديدة، فإنّ سيطرة داعش على مساحات واسعة من سوريا والعراق سوف يخلق مزيدًا من الاضطرابات وسفك الدماء في واحدة من أقل المناطق استقرارًا في العالم، ويضع جزءًا كبيرًا من إمدادات الطاقة في العالم في يد البلطجية، وعصابات المتعصبين. وطالما بقيت داعش قوية، فسيظل تهديد نشوب الحرب حاضرا أبدًا.

٢- داعش تمثل خطرًا واضحًا وقائمًا على الاستقرار والأمن لبريطانيا العظمى

هذه هي الحجّة التي يقولها ديفيد كاميرون، وهي أنه إذا كانت لدى داعش القدرة على ضرب الأراضي البريطانية، فإنّه لا يوجد لديه أي تردد في ضربها. كما إنّنا قد شهدنا في 11 سبتمبر، ما يحدث عندما يوفر النظام المتطرف الإسلامي ملاذًا آمنًا للإرهاب. خاصّة مع إعلان داعش كراهيتها لبريطانيا ومواطنيها.

٣- علينا مسؤولية في منع المزيد من الكوارث الإنسانية

لقد طرد المسيحيون من منازلهم، أو أعدموا ببساطة. كما فرّ عشرات الآلاف من الأكراد من سوريا. كما تسببت وحشية داعش الهائلة إلى تعاسة لا توصف ومذابح، وستواصل القيام بذلك. وسوف نرى آثار ذلك ليس فقط في الأراضي التي تسيطر عليها داعش، ولكن في تلك التي أصبحت موطنًا لجحافل اللاجئين الذين فروا من حكمها الرهيب؛ لذا فإنّ على بريطانيا واجب أخلاقي بتقديم المساعدة.

٤- نحن تسببنا في هذه الفوضى، وعلينا أن نشارك في حلّها

ربما كان القول بأن حرب العراق “تسببت” في صعود داعش هو أمر غير صحيح، ولكن بعد أن شاركنا بأنفسنا في شؤون الشرق الأوسط، فنحن نتحمّل على الأقل بعض المسؤولية عما حدث منذ ذلك الحين. كما أن المواطنين البريطانيين هم في طليعة قوات داعش، لذا فإنّ لدينا واجبًا أخلاقيًّا مماثلًا لاحتواء الأضرار التي حدثت، وللتكفير عن ما أدّت إليه جهودنا من المساعدة في إنتاج داعش.

٥- بريطانيا كقوة عالمية

إذا كنّا نريد أن نحصل على مقعد على طاولة الشؤون الدولية، وأن تكون بريطانيا قوة عالمية بدلًا من مجرد دولة أوروبية متوسطة المستوى، فإنّه ينبغي علينا التحرك دفاعًا عن النظام العالمي، وحماية الأشخاص الذين لا يستطيعون حماية أنفسهم. كما إن حياة المواطنين البريطانيين من الرهائن المحتجزين على المحك، وهي واحدة من أكثر المهام الأصيلة للدولة، حماية مواطنيها أينما كانوا.

خمسة أسباب تدفع بريطانيا لعدم التدخل في تلك الحرب

١- ليس هناك ضمان أن تنجح الحملة ضد داعش

يبدو أننا قد قضينا معظم العقد الماضي في تفجير أو إطلاق النار على المتشددين الإسلاميين، ولا يبدو أننا حققنا شيئًا يذكر نتيجة لذلك. فهم يتراجعون ثم يعودون للظهور عندما نوقف إطلاق النار، أو أنّهم لا يرتدعون. وإذا ما فشلت الضربات الجوية في القضاء على داعش، فهل سنكون قادرين على مقاومة ضرورة التدخل البري؟

٢- إننا نخاطر بتحويل الوضع السيّئ إلى وضع أكثر سوءًا

ربما كانت داعش سيئة جدًّا بالفعل، لكن بعض المستفيدين من تراجعها سيئون جدًّا أيضًا، مثل الأنظمة في دمشق وطهران. (كما يميل كثير من الناس إلى اعتبار حلفائنا التقليديين من العرب ضمن هذه الفئة). فالشرق الأوسط، أصبح المنطقة الأكثر فوضى وجنونًا وخطورة في العالم. لذا فإنّ التورط في تلك الفوضى، وفي صراع مفتوح لا بدّ أن يكون له عواقب غير مقصودة.

٣- سنكون دمية في يد بشار الأسد

رغم وحشية داعش، فإن هناك من يقول بأن يد الديكتاتور السوري ملطخة بكميات أكبر من الدماء، وهو لا يزال يواصل شنّ حملة بشعة ضد أبناء شعبه (انظر إلى القائمة المرعبة لجرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد، التي جمعتها الأمم المتحدة). كما إنّ الأسد قد دعم نمو داعش من أجل تقديم نفسه كبديل وحيد لتلك الجماعة المتشددة. والآن، يمكنه الجلوس ومشاهدتنا ونحن نحاول القضاء على تلك المجمعة التي تمثل مشكلة بالنسبة له، بينما يحفاظ على قوته العسكرية لمواجهة أعدائه الآخرين.

٤- هل يمكننا حقًّا أن نضيف شيئًا للحملة؟

يبدو أن أمريكا وحلفاءها من العرب يبلون بلاءً حسنًا. لذا فالتورط معهم لن يمثل سوى عملية إشباع للأنا الوطنية أكثر من أي شيء آخر. لذا، فنظرا لمحدودية قدراتنا. والتي ظهرت مع تورطنا في صراع ليبيا والصراعات الأخرى، فإنّه ينبغي علينا أن ندع المعنيين مباشرة بالأمر يأخذون زمام المبادرة.

٥- التدخل سيجعل بريطانيا هدفًا لداعش

كما إنّ هناك نقطة أنانية، ولكنها ليست بسيطة. وهي أنه ما إذا رفعنا السلاح ضدّ الجهاديين، فسوف ندفعهم لحمل السلاح ضدنا، أو، على الأقل لوضعنا على قائمة أولوياتهم. كما إنّه سيزيد من احتمالية أن يقتل الرهائن البريطانيون انتقامًا من مشاركتنا في الحرب.