تنتظر محمد بن سلمان خلال زيارته المرتقبة الى فرنسا ملفات شائكة، من بينها التدخل السعودي في الشؤون اللبنانية، حصار قطر، والعدوان على اليمن، إضافة الى ملفات تتعلق بانتهاك الحريات داخل السعودية.
يبدو أن ولي العهد محمد بن سلمان، الذي تعود إما شراء الذمم أو الابتزاز والتهديد، ستكون بانتظاره ملفات شائكة خلال الزيارة التي سيقوم بها إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
زيارة تأتي في وقت تشهد رؤية باريس الجيوسياسية اختلافا واضحا عن توجهات السعودية في العديد من الملفات، في ظل انتهاج المملكة لسياسة ساهمت بمضاعفة التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
من بين القضايا المطروحة، بحسب صحفيين ومراقبين، تدخل الرياض في المشهد السياسي اللبناني وما جرى مؤخرا من عملية احتجاز لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، وحصار المملكة لدولة قطر، وتشكيل حلف كانت تسعى الرياض لضم باريس اليه، إلا أن مسؤولين فرنسيين أكدوا أن السلطات في فرنسا رفضت ضغوطات دول الحصار لأخذ موقف ضد الدوحة.
ارتفاع حدة التوتر مع إيران، واحد من الملفات التي ستطرح، إذ أكدت الأوساط المقربة من الإليزيه أن المباحثات التي جرت بين ماكرون وبن سلمان، خلال الزيارة الخاطفة إلى الرياض في التاسع من ديسمبر الماضي، اتسمت بالتشنج بعد اقتراح ولي العهد منح الشركات الفرنسية عقود سعودية ضخمة، شرط أن تتوقف فرنسا عن إبرام أي صفقات تجارية مع إيران، الأمر الذي استفز ماكرون، محذرا بن سلمان من الحديث بهذه الطريقة.
الضغوط على الرئيس الفرنسي من المنظمات الحقوقية الفرنسية تزايدت منذ إعلان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن الزيارة، من أجل حث الرياض على وقف العدوان على اليمن والحصار المفروض على الشعب هناك. وبالإضافة إلى الملفات الخارجية، فإنه ثمة أخرى داخلية يفترض أن تفرض نفسها على أجندة زيارة، كتلك المتعلقة بحقوق الإنسان.
ويعتقد سياسيون فرنسيون أن ماكرون سيثير مع ضيفه قضية احتجاز السلطات السعودية لمجموعة من الأمراء، في طليعتهم الأمير الوليد بن طلال، الذي يتمتع بعلاقات توصف بالممتازة مع السياسيين الفرنسيين، اضافة الى استثماراته في فرنسا، الأمر الذي سيخرج ابن سلمان من الزيارة خالي الوفاض.