خطاب استعطاف وجهه والد الشهيد حبيب الشويخات الى الملك سلمان بعد إن ساءت حالة نجله جراء التعذيب وحرمانه العلاج، إلا أن كلمات والد الشهيد لم تسمع صمم من يدعي الإنسانية في بلد يدفع فيه الأحرار حياتهم ثمنا للمطالبة بالكرامة في الوطن.
تقرير: حسين عبدالله
“أتوجه إليكم يا ملك الإنسانيّة يا من الرّحمة والمحبة هي الأداة التي تحكم بها شعبك الوفي الكريم. أتقدم إلى مقامكم السامي بطلب مدّ يد العون والمساعدة لنا بالتكرم بتوجيه أمركم الكريم لمن يلزم بسرعة علاج ابني حبيب بن يوسف بن حبيب الشويخات الموقوف في سجن المباحث العامة بالدمام منذ 16/11/1346هـ”.
هكذا استهلّ والد الشّهيد الشّويخات خطاب الاستعطاف للملك سلمان بعد أن ساءت حالة نجله حبيب جرّاء التعذيب، وسوء الرعاية الصحيّة، لم يجد الوالد المعتصر ألماً على معاناة ولده سوى طلب الإسترحام ولكن أبت الرحمة أن تجد طريقها الى من لا يعرفونها وانقلبت الإنسانية الى توحش ..لقد استصرخهم قائلاً:
“إن حالة ابني الصحية لا تحتمل مزيداً من التأخير، فهو يعاني من اضطرابات في القلب والغدّة الدّرقية التي تتسبب له بضيق التّنفس وعدم القدرة على المشي وصعوبة كبيرة في الحركة”.
يستحضر والد حبيب المشهد الذي سقط فيه نجله مغماً عليه حينما اقتيد وهو على تلك الحال لحضور جلسة مقررة له في المحكمة الجزائية المتخصصة بتاريخ 16/4/1439هـ، جرى ذلك حينما حاول صعود الدرج.
أحيل للعلاج ليتبيّن أنّه أصيب بسرطان الحنجرة جرّاء التعذيب والإهمال الصحيّ وأكد الطبيب حينها على ضرورة تلقيه للعلاج الكيماوي.
يكمل الوالد نداء استغاثته الطافح بالشفقة… “لقد تم تأكيد إصابة ابني بالسرطان في حنجرته قبل سبعة أشهر ولكنه مما يؤسف له لم يتلق علاجاً عن هذا المرض الخطير حتى الآن، وقد نتج عن ذلك ازدياد حالته الصحيّة سوءًا حيث تردّى وضعه الصّحي بمرور الوقت. كما تعرّض لنوبة قلبية قبل شهر حيثُ توقفت على إثرها أعضاؤه عن العمل”.
وصلت صرخات الإستغاثة تلك إلى من تقمص رداء الإنسانيّة ولكن كمن باذنه صمم اذ تجاهل صرخة الوالد المشفق على ولده العليل، تجاهل سلمان النداء فلا السّجين من رعيته، ولا مشاعر له لتستجيب لنداء أب ليس له من الأبناء سوى حبيب.
بعد سبعة أشهر من طلب الإسترحام هذا… استجاب ملك الإنسانيّة، ولكن على طريقته الخاصة، استجاب للحاج يوسف الشويخات حينما أرسل ابنه جثة مثقلة بالعذابات والأمراض والجراح لينضمّ إلى عشرات الشهداء الذين قضوا تحت وطأة التعذيب كالشهيد سعود حمّاد ومحمّد الحايك وميثم البحر ومكي العريض وغيرهم، قضى حبيب بعد أن تُرك عُرضة تنهشه الأمراض في تلك الزنزانة المظلمة، قضى شهيدا شاهدا منذراً بخطورة تزايد الوفيات في سجون النظام السعودي في ظل انعدام الشفافية والمصداقية.
استشهد حبيب ليكشف زيف (فنادق الخمس نجوم) وأنها ليست سوى مقصلة يذبح فيها أبناء الوطن وتهان كرامتهم.