تؤكد العديد من الشهادات والوقائع، أن القضية الفلسطينية لم تكن يوما على رأس أولويات السعودية، منذ تأسيسها وصولا الى عهد الملك سلمان.
تقرير: حسن عواد
لطالما اتهمت السعودية، بأنها تعمل من أجل صالح الكيان الاسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية. وبتقصي الحقائق يتضح أن هذه الاتهامات ليست مجرد أقاويل.
مدير “مركز بيجين- السادات”، للدراسات الاستراتيجية، إفرايم كارش، وثق حقيقة أن البريطانيين اختاروا الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، بعناية، ليضمنوا ألا يطالب بفلسطين أو القدس.
شهادات عديدة، من بينها للبروفسيور عسكر العنزي، في أطروحة الدكتوراة الخاصة به، تؤكد إن الملك سعود بن عبد العزيز لم يبع القدس وحسب، بل إنه تجاهل فلسطين طمعا في الحجاز.
الأمر الذي يتكرر الآن بحذافيره بواسطة الملك سلمان وولي عهده محمد. فالمملكة تبذل كل ما في وسعها من أجل أن تكون لها اليد العليا في المنطقة، عبر محاربة إيران وقطر واليمن، دون الالتفات الى القضية الأساس في الأمة، فلسطين.
على مر العصور تخاذلت السعودية في دعم الدول العربية في حروبها ضد الكيان الإسرائيلي، لا بل راحت الى حد الضغط على مصر وسوريا من أجل وقف هجومها وتقدمها في مرتفعات الجولان.
وصولا الى اليوم، حيث انتفض العالم العربي والإسلامي ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلان القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، إلا السعودية التي تبين أنها تضغط على السلطة الفلسطينية من أجل القبول بأبو ديس عاصمة لفلسطين بديلا عن القدس.
رغبة محمد بن سلمان، في الحصول على رضا الرئيس ترامب، جعلته يرضخ لرؤيته حول القضية الفلسطينية، لا سيما في ظل التطبيع السعودي مع الكيان الإسرائيلي الذي وصل الى حد زيارة ولي العهد للأراضي المحتلة واللقاء بمسؤولين إسرائيليين، بحسب ما كشفت وسائل إعلامية إسرائيلية قبل أشهر.
فلسطين لم تكن يوما على رأس أولويات الرياض، منذ التأسيس، وصولًا إلى التحالفات المباشرة وغير المباشرة التي عقدتها اليوم مع تل أبيب، بحجة مواجهة إيران.