تقرير حسن عواد
العلاقات السعودية الإسرائيلية، تاريخ طويل من التنسيق السري قبل أن يظهر اليوم إلى العلن. تطور له ايجابياته كما سلبياته.
وتحت عنوان “مكاسب وخسائر الرياض من التطبيع العلني مع تل أبيب”، ذكر الصحافي الاسرائيلي أري هيستين، في مقال في صحيفة “جيروزاليم بوست”، أن العديد من الدلائل تشير إلى تغيير قد يحدث في العلاقات بين الجانبين.
تساءل هيستين، في بداية مقاله، عن السبب الذي قد يدفع السعودية إلى شراء الأبقار طالما بإمكانها الحصول على الحليب مجاناً، بمعنى أن الكيان الاسرائيلي، وعلى قاعدة كل ما هو سيء لإيران هو جيد لإسرائيل، مستعد لتوفير كل الدعم الذي تطلبه المملكة في معركتها ضد طهران لناحية المساعدات العسكرية.
لذلك، فإن الرياض لديها القليل لتكسبه إذا ما أقامت علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، طالما أن ما تريده من دعم في مواجهة الجمهورية الاسلامية متوفر إسرائيلياً وأميركياً. في المقابل، لديها الكثير لتخسره، إذا ما أخذت التحديات العديدة التي يواجهها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الداخل والخارج، بعين الاعتبار، وهو ما يراه هيستين.
وفيما تساءل خبراء عن السبب الذي يدفع المملكة إلى إضافة عامل مزعزع لاستقرارها، متمثلاً في الاعتراف بإسرائيل، خاصة أن هذه الخطوة لن تكون مكلفة على اعتبار أن القضية الفلسطينية ليست على سلم أولويات المملكة، تظهر السعودية اهتماماً عميقاً لإرضاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل ضمان وصول ابن سلمان إلى عرش المملكة خلفا لأبيه الملك سلمان.
ظهرت دلائل كثيرة تدل على أن التغير قد بدأ، من إرسال البحرين وفداً إلى الأراضي المحتلة بضوء أخضر من السعودية، وزيارة ابن سلمان إلى تل أبيب ولقائه مسؤولين إسرائيليين، والمقابلات التي أجرتها صحف سعودية مع قادة سياسيين وعسكريين إسرائيليين، والأهم من ذلك كله أن بناء المدينة الذكية السعودية الملقبة بـ”نيوم” قد يوسع من التقارب بين المصالح الاقتصادية السعودية والإسرائيلية.