ترافق الحديث عن الإفراج عن مالك شبكة “إم بي سي” الوليد الإبراهيم مع معلومات تفيد بسيطرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على المؤسسة، التي تعد أكبر شبكة إعلامية في منطقة الشرق الأوسط.
تقرير هبة العبدالله
بفرض ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيطرته على شبكة “إم بي سي”، يكون قد وضع إحدى أكبر المؤسسات الإعلامية ذات الانتشار والتأثير الواسع تحت جناحه. لا يعني هذا سعياً إلى التنويع في العمل الإعلامي، فالشبكة، بمؤسساتها المختلفة، كانت قد شهدت تغييرات في الشهرين الماضيين تحمل بصمات ابن سلمان بتحويل إعلامييها إلى مجندين في قطاع الإعلام السعودي.
فإذا كانت وظيفة الإعلام أن يعلم الناس بما يحدث فإن السلطات السعودية بقيادة ولي العهد تصر دوماً على المعادلة المقلوبة، وتريد للإعلام أن يعلّم الناس وللإعلامي أن يكون تابعاً لا ناقداً أو متسائلاً، فلا يحبذ ولي العهد أن تسأل أو تتساءل، وحبذا بالنسبة إلى الرجل أن تحمل الإجابات كما يعطيك إياها وتنقلها إلى الجمهور الذي يريده أيضاً أن يكون مبدعاً في دور المتلقي.
ليس في الفضاء التلفزيوني فحسب. فالسعودية لا توفر وسيلة إلا وتستغلها لتحقيق غايتها. هذا ما يحدث أيضاً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة بالنسبة إلى موقع التدوينات المصغر “تويتر” الأكثر انتشاراً في المملكة السعودية.
يقول تقرير لشبكة “بي بي سي” الإخبارية البريطانية إن 100 ألف تغريدة مزيفة ترصد يومياً داخل المملكة السعودية. هذه التغريدات غير الحقيقية تصدر عن حسابات وهمية تحمل صور حقيقة وأسماء تعود لعائلات سعودية معروفة.
تدخل هذه الحسابات ضمن عمل منظومة ما يعرف بـ”الذباب الإلكتروني” أي اللجان الإلكترونية التابعة للحكومة السعودية، والتي تعمل، بطنينها المزعج، على دعم الموقف السعودي وتشويه كل معلومة حقيقية تنتشر عن المملكة أو تنتقدها أو تكشف سوء الأوضاع الداخلية فيها.
وأمام كل هذا التشويه الإعلامي الذي تمارسه الحكومة السعودية، تحذر “هيئة كبار العلماء” السعودية من خطر الشائعات، وما تسميها بـ”قنوات التحريض والفتنة والحسابات الوهمية التي تمس بمصلحة الوطن العليا والتي هدفها بث الشائعات عن المملكة وإثارة الفتنة”.
والفتنة والتحريض يمارسهما علماء المملكة من على منابرهم الدينية التي حولوها إلى منابر للتلميع السياسي خدمة لولي العهد، وهو ما يسمع يومياً على قنواته الإخبارية والدينية البارعة في التضليل والفرقة.