أخبار عاجلة

السلطات تفرج عن رجال الأعمال والأمراء.. وتبقي “معتقلي الرأي” خلف القضبان

لا يزال مصير معتقلي الرأي في السعودية غير واضح المعالم على الرغم من بدء السلطات بالافراج عن رجال الأعمال والأمراء، إلا أن الدعاة والمفكرين مجهولي المصير في ظل انعدام امكانية الاستفادة من صفقات فساد وتسويات مالية منهم.

تقرير: سناء ابراهيم

في وقت أفرجت السلطات السعودية عن معظم رجال الأعمال والأمراء بعد تسويات مالية أفضت إلى إغلاق “الريتز كارلتون” وتحويل من تبقى من معتقلين إلى “سجن الحائر”، لايزال معتقلو الرأي من الكتاب والصحفيين والدعاة وناشطي حقوق الإنسان والشعراء يتوزعون في سجون متفرقة من دون تواصل مع ذويهم.

وكان جهاز أمن الدولة السعودية، الذي يتبع بشكل مباشر ولي العهد محمد بن سلمان، قام بحملة اعتقالات واسعة مطلع شهر سبتمبر 2017، طالت عشرات رجال الدين والشعراء والمفكرين والكتاب والاقتصاديين، بسبب معارضتهم قرارات الحكومة الاقتصادية والسياسية ورفض بعضهم الانضمام إلى الحملة الإعلامية ضد قطر بعد حصارها، فيما تم استهداف غالبية  أفراد “تيار الصحوة” الديني الذي كان حليفاً للحكومات السعودية السابقة.

وبحسب تقديرات صحفية، بلغ عدد معتقلي الرأي في الحملة الأخيرة، أكثر من 250 معتقلاً، من أبرزهم الداعية سلمان العودة، والأكاديمي الإسلامي عوض القرني، وقد أكد حساب “معتقلي الرأي” أن حملة اعتقالات الدعاة والمفكرين، ضمت 45 من أساتذة الجامعات السعودية، مشيرا إلى أن 40 منهم يحملون شهادة الدكتوراه في مجالات مختلفة، فيما كان آخر المعتقلين ضمن الموجة الحالية الكاتب الصحفي صالح الشيحي الذي اعتقلته السلطات بعد أن تحدث في لقاء تلفزيوني عن تفشي الفساد في الديوان الملكي، والدكتور وليد فتيحي، عضو هيئة تدريس بكلية الطب بجامعة هارفارد والطبيب الاستشاري في المراكز الطبية التابعة للجامعة بمدينة بوسطن.

منظمة العفو الدولية، نددت بتردي الوضع الصحي للداعية السعودي سلمان العودة، واحتجاز عشرات المعتقلين في ظروف قاسية، وقد أوضحت  مديرة الحملات في الشرق الأوسط بالمنظمة، سماح حديد، أن نقل الشيخ سلمان العودة إلى المستشفى يسلط الضوء على المعاملة المخزية للسلطات السعودية، فضلا عن القلق العميق والصدمة اللذين تشعر بهما عائلته.

يعزو متابعون خطوات السعودية بعدم الافراج عن معتقلي الرأي، لعدم وجود الثروات عندهم كما رجال الأعمال والأمراء، الذين دفعوا ثمن حريتهم المقيّدة، فيما معتقلو الرأي لا تجد السلطات نفعاً ماديا من وراء الافراج عنهم، بل على العكس من ذلك، يمكن أن يشكلوا حجرة عثرة أمام تطلعاتها وتغيراتها المتسارعة.