أثارت الحفلات المختلطة التي شهدتها بعض مدن السعودية موجة غضب بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي على دخول أفكار منافية للتقاليد والعادات الاجتماعية في البلاد.
تقرير: سناء ابراهيم
يبدو أن الانفتاح الذي وطّده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وعمد إلى محاكاة الدول الغربية في إدخاله إلى السعودية، قد اتجه نحو أبعد الحدود، متخطياً العادات والتقاليد الاجتماعية والأعراف التي اعتادها السعوديون، إذ بدأت الحفلات والأعراس تقام وسط الشوارع، وانتشرت حفلات الغناء والاختلاط بين الجنسين، ما ولد جدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى وجه الخصوص بعد تدخل رسمي.
انتشرت العديد من مقاطع الفيديو لاحتفال عروسين بزفافهما على كورنيش جدة، وكانت العروس ترتدي فستان الزفاف من دون غطاء للرأس وسط الناس، حيث تباينت التعليقات على “تويتر” بين الرفض والترحيب، تحت وسم #كورنيش_جدة حيث اعتبر البعض أن هذا الزفاف خروج على العادات والتقاليد، بينما رأى آخرون أن العروسين كانا يعبران عن فرحتهما ولم يؤذيا أحدا.
على إثر الحادثة، وجه أمير مكة خالد الفيصل محافظ جدة مشعل بن ماجد بمنع “المخالفات المنافية للقيم الإسلامية والمتعارضة مع العادات والتقاليد السعودية الأصيلة في الأماكن العامة وضبط كل مخالف وإحالته لجهات الاختصاص”، وفق تعبيره.
في سياق متصل، شهدت منطقة جازان مشهد “زفة فتاة ورقصها مع الرجال” خلال فعاليات أقيمت في القرية التراثية في جازان، ما ولّد موجة استنكار من أهالي المدينة الذين اعتبروا أن ما حدث ينافي الأعراف والعادات والتقاليد والآداب العامة.
وتحت وسم #القرية_التراثية_في_جازان انهالت الانتقادات على منظمي الفعاليات، وسارع مجلس التنمية السياحية في المنطقة إلى التوضيح أن الفعالية “غير معتمدة” وإنما “تم تنفيذها من قبل المتعهد بتنظيم فعاليات القرية التراثية”، موسى الحكمي، وأكد مجلس التنمية السياحية اتخاذه قراراً بإيقاف المتعهد فوراً والتحقق من ملابسات الموضوع.
قرار السياحة بإيقاف المتعهد دفع به للرد، حيث قام ببث مقطع فيديو جديد عبر حسابه الشخصي في “سناب شات” من مقر الحفل نفسه الذي كان سبباً في إيقافه، وأثار تصرف الحكمي جدلًا واسعًا بين المواطنين على “تويتر”، الذين قاموا بإطلاق وسم #نطالب_بمحاسبة_سياحة_جازان تصدر الوسوم على “تويتر” في السعودية، أو ما يعرف بـ”الترند”، ورأى البعض في إقدام الحكمي على نشر مقطع جديد لواقعة الاختلاط التي تسببت بإيقافه تحدياً للجهات الرسمية.
وتزامن ذلك مع كشف حساب “كشكول” على “تويتر” عن معلومات بأن حفلات الرقص أصبح مرخصاً لها من قبل هيئة الترفيه في السعودية، ودون صاحب الحساب قائلاً: “يبدو أن الحرام ما حرّمه ابن سعود، والحلال ما أحله! والدين أصبح ديكور ومجموعة نصوص يتكثرون بها علينا بين الحين والآخر”.