كلفت الحكومة السعودية، “مجموعة بن لادن”، بناء 5 قصور فخمة للعائلة الحاكمة، في أولى العقود التي تمت ترسيتها، ما يكشف كذبة مشروع “نيوم” الاقتصادي.
تقرير: حسن عواد
وسط حالة الغضب التي تسود أوساط المواطنين السعوديين المحاصرين بين قرارات اقتصادية يرونها مجحفة بحقهم، وموجة اعتقالات تطال كل من يعترض أو يتذمر، الحكومة السعودية أمرت بتشييد 5 قصور فخمة، للملك وولي العهد وشخصيات أخرى بارزة من العائلة الحاكمة، في منطقة “نيوم” الاقتصادية التي تخطط المملكة لإنشائها على ساحل البحر الأحمر في اولى العقود الأولى التي تمت ترسيتها، بحسب ما أكدت وكالة رويترز.
“مجموعة بن لادن” أكبر شركة للإنشاءات في المملكة، والتي كان رئيس مجلس إدارتها وأفراد من عائلة بن لادن ضمن المعتقلين في إطار حملة مكافحة الفساد، كلفت من قبل الحكومة بتشييد القصور الخمسة في مشروع المدينة الذكية على بعد 150 كيلومترا غرب مدينة تبوك.
ووسط مظاهر إعلامية صاخبة لتلميع المشروع، الذي تم الترويج له على انه سيفتح آفاقا اقتصادية جديدة للمملكة في مرحلة ما بعد النفط، رأى محللون ومراقبون أن “مشروع نيوم “، الذي خصص له مبلغ 500 مليار دولار، لن يكون بعيداعن إطار المشاريع الوهمية، وسيتم استخدامه من قبل العائلة الحاكمة من أجل رفاهيتها فقط، أو من أجل استثمارات خاصة لفئة محدودة، وليس لصالح الشعب الذي يعاني معظم شبابه من البطالة.
وفي إطار العملية التمويلية للمشروع، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن ولي العهد يتدخل بشكل تفصيلي في صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي سيمول “مشروع نيوم”، الأمر الذي أدى إلى توريط الصندوق في صفقات غير ناجحة، كفشله في عملية الاستثمار في بناء مصنع بقيمة مليار دولار للشركة السعودية الوطنية لصناعة السيارات وتشغيل شركة “نون دوت كوم” للتجارة الإلكترونية في دبي.
وبما أن جهود المملكة لتنويع اقتصادها، والابتعاد عن الإيرادات النفطية كمصدر وحيد لتعزيز وضع المالية العامة، فشلت حتى الآن، هل سيكون مصير “رؤية 2030” التي ينضوي تحتها مشروع نيوم الفشل أيضا؟.