ما بين الإصلاحات المزيفة والقمع السياسي، تقف السعودية على صفيحٍ ساخنٍ من الإضطرابات بسبب الطريقة التي يتبعها ولي العهد السعهودي محمد بن سلمان في الحكم.
تقرير: إبراهيم العربي
نشرت صحيفة “لو تون” السويسرية مقالاً بعنوان “حملة الفساد في السعودية.. مجرد تفريغ للجيوب”، مستعرضةً فيه شهادات عن إسكات المعارضين للسلطة داخل الأسرة المالكة.
وذكرت الصحيفة أن السعودية بحاجة إلى إصلاح جذري، لكن الطريقة التي اختارها ولي العهد، محمد بن سلمان، تثير المخاوف.
بحسب الصحيفة، فإن المملكة تهددها أزمة اقتصادية وتعيش على وقع تحديات اجتماعية كبيرة وتحتاج فعلاً إلى سياسة إصلاحية واضحة المعالم، وهو الأمر الذي لم يقدمه ولي العهد، معتبرةً أنه اختار الطريق الأسهل لكسب ودّ الشباب السعودي بوصفه الأغلبية في المجتمع وغازله عن طريق إضفاء نزعة تحررية على المجتمع السعودي من خلال السماح للمرأة بقيادة السيارة وتنظيم الحفلات الموسيقية.
واعتبرت الصحيفة أن زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للرياض وإبرام عقود أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار، مع استعراضٍ لعلاقة الصداقة التي استعادتها السعودية مع الولايات المتحدة، جميعها أحداث جاءت في سياق محاولة إبن سلمان تأمين موقف البيت الأبيض إلى من السياسة الجديدة التي يريد اتباعها في المنطقة.
وأضافت أن إبن سلمان، حتى الآن، هو قبل كل شيء الرجل الذي شن حرباً دامية في اليمن، وهو الذي قطع العلاقات مع قطر وشعبها وهو الذي يفتح أبواب الحرب مع إيران. أما في الرياض، فولي العهد يضع البلاد تحت قناع التحديث ويقمع الأصوات المعارضة لسياسته ويحاول أن يضع جميع السلطات في يديه. وفي انتظار أن يصبح ملكاً، فان السعودية هي بالفعل تخضع تماماً لحقيقة الأمير الوحيد.
وفي مقال آخر، أشارت “لو تون” إلى أن سياسة ولي العهد الجديدة تنشر الرعب في السعودية، فالشخصيات البارزة والأمراء يعيشون تحت الضغط والخوف فجميعهم يخشى أن يكون على قائمة الاعتقالات المقبلة. ويضيف المقال أنه وفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال” فإن حملة ما يسمى بمكافحة الفساد التي يقودها ولي العهد تقوم على ابتزاز المؤسسات الاقتصادية الكبرى في البلاد، وتعمل على تفريغ الجيوب، وتضع الوسائل الإعلامية تحت الوصاية مما يثير القلق والريبة على مستقبل المملكة والمنطقة بشكل عام.