أخبار عاجلة
خبراء إسرائيليون عند حطام طائرة "أف 16 - فانتوم" في شمال إسرائيل

تحليلات الإعلام الإسرائيلي: إسقاط الطائرة يحتم بناء استراتيجيّة جديدة

أقلق إسقاط طائرة “أف 16” الإسرائيلية من قبل المدافعات الجوية السورية كبار المحللين السياسيين والعسكريين في تل أبيب، معتبرينه نحول استراتيجي يترتب عليه واقع عسكري جديد في المنطقة.

تقرير:هبة العبدالله

أثار التحول الاستراتيجي في مسألة إسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة قلقاً في الأوساط الإسرائيلي. اهتزت تل أبيب لإسقاط طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، وهو ما حدث للمرة الأولى منذ عام 1948.

وأثار محلل الشؤرون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية مسألة استخدام دمشق صواريخ “سام 5” للتغلب على طائرة “أف 16” الإسرائيلية، إذ تعتبر هذه الصواريخ بدائية بالنسبة إلى منظومات الدفاع الأرضية والجوية التي حصلت عليها سوريا من روسيا، بينما تعتبر طائرة “أف 16” المُقاتلة الحربيّة الأكثر تقدّمًا في العالم.

تعكس وسائل الإعلام العبرية عمق الصدمة التي أصابت كيان الاحتلال من إسقاط مقاتلتها داخل الأرضي المحتلة. وقد حملت الصحافة العبرية كثيراً من العتب على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي على الرغم من أنّه استقبل رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، في الفترة الأخيرة 7 مرّات، فإنّه “لم يفعل شيئًا من أجل لجم سوريا”، على حد تعبيرها.

ويلمح الإعلام العبري إلى أن موسكو أعطت دمشق ضوءاً أخضر لإسقاط المُقاتلة الإسرائيليّة، على الرغم من وجود تنسيق أمنيٍّ عالي المُستوى بين تل أبيب وموسكو في ما يتعلّق بحريّة عمل ونشاط سلاح الجوّ الإسرائيليّ فوق الأراضي السوريّة، حسب زعمها، فيما لفت مراقبون للحدث الأخير في سوريا الانتباه إلى أن الرئيس الروسيّ ليس صديقًا لإسرائيل، معتبرين أنّ العلاقات الإسرائيليّة الروسيّة هي تكتيكيّة ليس إلّا، أمّا العلاقات بين موسكو وطهران، فهي علاقات استراتيجيّة متينة ووطيدة إلى أبعد الحدود.

مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة “هآرتس”، عاموس هارئيل، اعتبر القرار السوري “إنذاراً أولياً” بمواجهة مباشرة بين طهران وتل أبيب، مشيراً إلى أن القوة الدولية ستكون عاجزة أمام أي تطور على وقف ما سيحصل في الشمال. وشدّدّ على أنّ وقوع إسرائيل في الفّخ كان نتيجةً لـ”تخطيطٍ إيرانيٍّ مُسبق”، وفق تعبيره.

وتابع هارئيل، المُقرّب من المنظومة الأمنيّة في تل أبيب، قوله إنّه حتى لو افترضنا أنّ واقعة يوم السبت 10 فبراير / شباط 2018 ستنتهي من دون حربٍ جديدةٍ في الشمال، فإنّه يتحتّم على إسرائيل مُواجهة الواقع الجديد الذي نشأ، والعمل على بناء استراتيجيّة جديدة.