سوريا / نبأ – الجميع يعلم أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة قادرة على إدارة وقيادة “الحرب على الإرهاب” على حد زعمها، من دون الحاجة إلى “التحالفات الشكلية”، وحرص المملكة السعودية على إظهار دورها الشكلي في الحرب على داعش في سوريا تحديداً.
في هذا السياق يرى الباحث الإستراتيجي العميد د.محمد عيسى في إتصال مع قناة “نبأ” أنّ “داعش وشقيقاتها تعتبر النسخة الثانية أو الجيل الثاني من تنظيم القاعدة كما قد نشأ غرف عمليات مشتركة في الأردن وتركيا وأميركا وبريطانيا وفرنسا والسعودية بإدارة بندر بن سلطان بنفسه وهو أحد أركان الحكم السعودي”، وتسائل عيسى “أليست داعش وكل هذه الإرهاصات الأخرى نتيجة عن القاعدة؟ أليست تحمل فكراً وهابياً؟ وهو ما يسيطر في السعودية ويراد تصديره إلى العالم؟”.
وأشار عيسى إلى أنّ “ما يسمّونه آل سعود بالفكر المنحرف والضال خرج من أدبيات آل سعود الوهابية، حيث تربّوا على أيدي الوهابيين”.
وتابع الباحث الإستراتيجي: “هذا ما يعيدنا إلى المربع الأول، إلى من صنع الإرهاب؟ إنّها الولايات المتحدة الأمريكيةّ، لكنها كانت تحتاج إلى ركيزة عقائديّة، وفّرتها الوهابية، وكانت تحتاج أيضاً إلى ركيزة مالية، وفرتها أيضاً حكومة آل سعود في بلاد الحجاز”.
وأوضح أنّ “داعش خرجت عن السيناريو المرسوم لها، حيث هناك أجندات تتضارب، ربما أخطاء القادة الميدانيين لها هي التي جعلت من داعش تقترب أكثر وأكثر من المنطقة الكردية التي تمثّل المصالح الغربية والإسرائيليّة بإمتياز، لذلك كان لا بد تقزيم داعش وليس المطلوب القضاء عليها على الإطلاق”.
ولا يعتقد العميد عيسى أنّ “الطيارين السعوديين لديهم من الخبرة بحيث أن ينفذوا عمليات تزيد على خمسمئة كيلو متر، وهذا يحتاج إلى تدريب حيث أنّ الأف 16 تحتاج إلأى تزويد بالوقود كل مئة كيلو متر، والطيارين السعوديين ينقصهم الخبرة العمليّة”، معتبراً أنّ الذي قام بهذه الضربات “هم إسرائيليون وأمريكيون بإمتياز”، معتبراً أنّ “السعودية كانت تحاول أن تقوم بعملية إستعراضيّة مهرجانية”.
وتابع المحلل الإستراتيجي أنّ “السبب في ضرب داعش هو معاقبتها على خروجها عن الخطة المرسومة أو أن داعش نفذت ما يراد منها وهو تدمير ما يمكن تدميره في سوريا”، مشيراً إلى أنّ الآن هناك “توازنات دوليّة تفرض على أميركا وعلى الجميع الإنسحاب من هذه اللعبة”.