السيطرة على وسائل الإعلام العربية إحدى أهداف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضمن سعيه إلى التفرد بالسلطة، وهو ما وضع مصير تلك الوسائل في مهبّ سياسات إبن سلمان المضطربة.
تقرير: هبة العبدالله
شكلت حملة الاعتقالات التي قادها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وشملت مئات من أمراء العائلة الحاكمة والنخبة الاقتصادية في بلاده، مرحلة في إحكام القبضة السعودية على وسائل الإعلام العربية وخاصة في لبنان.
تقول الكاتبة الصحافية ضحى شمس، في مقالها لمجلة “أوريان 21” الفرنسية الإلكترونية، إن خروج المالك الحالي أو ربما السابق للنسبة الأكبر من أسهم شبكة “أم بي سي” التلفزيونية محمد إبراهيم من معتقل “ريتز كارلتون” من دون أن يكشف عن تفاصيل تسوية إطلاقه لم يبدد “الهلع المكتوم” للعاملين بهذه المحطة، شأنهم في ذلك شأن العاملين في صحيفة “الحياة” السعودية، ناهيك عن عدد من وسائل الإعلام اللبنانية التي كانت تعيش على الإعلانات الخليجية.
واعتبرت الكاتبة أن العاملين في وسائل الإعلام المذكورة بدؤوا يحضرون أنفسهم لما يمكن أن يعتبر كارثة تضاهي “انهيار مرحلة” وتُظهر في الوقت ذاته مدى تحكم الرأسمال الخليجي والنفطي عامة بغالبية وسائل الإعلام العربية.
واستطردت الكاتبة متحدثة عن استيلاء ابن سلمان عام 2016 على كل من قناة “العربية” التلفزيونية وصحيفة “الشرق الأوسط”، مشيرة إلى أن الأزمة الحالية كشفت كذلك “سراً ذائعاً” يتمثل في فضح “حجم التمويل السعودي للإعلام العربي عامة واللبناني خاصة، والذي يعاني معظمه منذ سقوط بعض الأنظمة العربية وانهيار أسعار النفط”.
وتطرقت كذلك إلى مصير شبكة “روتانا” التلفزيونية والصفقة التي أبرمت مع الأمير الوليد بن طلال ومع مجموعة “شويري غروب” التي كانت تستحوذ على قسم كبير من السوق الإعلانية الخليجية، لافتةً الانتباه إلى أنه في حال سقوط تلك المجموعة من المتوقع أن تتعرض وسائل إعلامية لبنانية مثل “المؤسسة اللبنانية للإرسال” وصحيفة “النهار” لانتكاسات كبرى.
وختمت الكاتبة مقالها بالقول إن “الشيء الوحيد المؤكد هو أن مصير آلاف العاملين اللبنانيين والعرب في مجال الإعلام الذي كانت تموله كلياً أو جزئياً دول الخليج اًصبح على المحك”.