في نفق مظلم تدخل عدن جنوب اليمن على أيدي الإمارات بعد الخطوات التي تنتهجها لتصفية المعارضين الواقعين والمفترضين، ولعل اغتيال المشايخ والدعاة يفتح صفحة جديدة من التهورات الإماراتية لتمدد نفوذها هناك.
تقرير: سناء ابراهيم
يبدو أن محاولات الإمارات التوسعية على ساحل اليمن لم تقتصر على العمليات العسكرية المنتشرة والاحتلال والسجون ودوائر التعذيب المنتشرة في عدن، بل بدأت أبو ظبي بتنفيذ سياسة الاغتيالات التي لم تغب عن اليمن، البلد الواقع تحت وطأة ويلات عدوان لم تهدأ وتيرته على مدى أكثر من 3 أعوام.
وجهت أصابع الاتهام إلى الإمارات فيما يتعلق باغتيال دعاة ومشايخ من “حزب الإصلاح”. اغتيال الداعية رئيس دائرة التنظيم والتأهيل في حزب الإصلاح شوقي كمادي، قبل أيام، بعد إطلاق مسلحين مجهولين النار عليه أثناء قيادته السيارة، أعاد إلى الأذهان عمليات اغتيال سابقة كانت قد استهدفت مشايخ سلفيين من المدرسة المناوئة لأبو ظبي، والرافضة للقتال تحت لوائها، إذ أنها الطريقة نفسها التي اغتيل بها، أيضاً، في الفترة الماضية، مشايخ سلفيون من بينهم عادل الشهري، فهد اليونسي، ياسين العدني، عبد الرحمن العدني، راوي العريقي، وغيرهم.
الأمر الذي دفع نحو توجيه الاتهام الى الإمارات بتنفذ الاغتيال للتخلص من معارضيها في جنوب اليمن، خاصة مع استمرار التوتر بين أتباع أحمد عبيد بن دغر و المجلس الانتقالي الجنوبي .
رئيس الدائرة الإعلامية لـ”الإصلاح” في عدن، خالد حيدان، أصدر بيان نعي لكنه لم يحدد الطرف المسؤول عن “حادثة الاغتيال”، فيما حمّلت الناشطة المعلّقة عضويتها في الحزب، توكل كرمان، الإمارات، المسؤولية عن مقتل كمادي، معتبرة أن أبو ظبي “ترعى، بصورة ممنهجة، اغتيال القيادات السلفية والإصلاحية في المناطق الجنوبية حتى يخلو لها ولميليشياتها الجو”. وهو موقف متجدد حيال الرياض وأبو ظبي من أقطاب الاصلاح الذي تعمل دول التحالف على إقصاء أحدهما، بحسب مراقبين.
يشار إلى أن إحصائيات لفتت إلى تنفيذ 22 عملية اغتيال، قتل فيها 18 شيخا وخطيبا وداعية، في الفترة من منتصف 2016 وحتى 2018.