فتح الكاتب محمد السحيمي باب واسعاً للجدل بين رواد “تويتر” بعد وصفه الآذان بالمخيف والمزعج، لتبدأ ردود الفعل ضده وضد سياسات الانفتاح التي تنتهجها الرياض لمحاكاة الغرب.
تقرير: سناء ابراهيم
مهرجانات غنائية وراقصة، فتح باب الاختلاط الذي لم يكن مألوفاً بتاتاً في السعودية، وغيرها من عمليات الانفتاح في عهد ولي العهد محمد بن سلمان تدخل إلى المجتمع في محاولة لجس نبض السعوديين في تقبل محاكاة الغرب من جهة والتعمية عن السياسات السلطوية داخل البلاد وخارجها من جهة أخرى، ويبدو أن موجة الإنفتاح اللامتناهية سمحت للبعض بانتقاد الآذان واعتباره يخيف للأطفال ويرعبهم، على حد اعتبار الكاتب الصحفي محمد السحيمي، ما ولّد موجة غضب بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، ووجهت أصابع الاتهام نحو الإمارات.
عبر قناة “ام بي سي”، وخلال مداخلة لمناقشة ما سمي بفتوى ابن عثيمين حول منع رفع الصلاة بمكبرات الصوت على المئذنة،
“صوت الأذان يُخيف الأطفال ويُرعبهم، هذا آذان من جهة، وهذا آذان من جهةٍ أُخرى، ويُثير الفزع في قُلوب الناس”، ووصف بعض المساجد بمساجد “الضرار”، والتي تُبنى بحسبه لتُؤثّر على المساجِد الأُخرى، ودعا كذلك إلى تقليص عدد المساجد، حتى يكثر المُصلّين في المسجد الواحد، قائلاً “في بلادي لكل مُواطن مسجد”.
التصريحات، التي تجرأ عليها السحيمي، لاقت موجة غضب حملها موقع التدوين المصغّر “تويتر”، بداية من وزارة الثقافة والإعلام السعودية، التي أعلنت عن ايقافها للكاتب السعودي، محمد السحيمي، وإحالته للتحقيق، عقب تصريحاته، ودوّنت عبر حسابها “إيقاف الكاتب محمد السحيمي وإحالته للتحقيق أمام لجنة النظر في ضبط المخالفات الإعلامية في وزارة الثقافة والإعلام”، كما انقسم المُغرّدون بين مؤيد ومُعارض وغاضب، حيث اعتبر الكثيرون أن كلام الكاتب إهانة للإسلام، فيما حمّل البعض مسؤولية الإساءة الى القناة. الإعلامي الرياضي السعودي عبدالعزيز المريسل، أشار إلى بناء مسجد بجوار منزل “السحيمي” معلنا استعداده للمساهمة في بناء هذا المسجد بـ 100 ألف ريال.
وإلى خارج الحدود توجهت الاتهامات، وتحديدا نحو الإمارات التي تعمل على ما سمي علمنة الدول العربية وهذه السياسة دخلت حيّز التنفيذ عبر الهجمة على الإسلام، ولعل ممارسات ابن سلمان بمباركة وتوجيهات حليفه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، دليل بارز على هذه الهجمة على الإسلام، بحسب مراقبين، مشيرين إلى تصريح سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، بأن “ما تريده الإمارات والسعودية والأردن ومصر والبحرين للشرق الأوسط بعد عشر سنوات هو حكومات علمانية مستقرة”، وفق تعبيرهم.