تعمل ماكينة التطبيع السعودي مع الكيان الإسرائيلي على المستويات كافة، وفي حين يتوقع أن تسمح المملكة للطيران الإسرائيلي بعبور أجوائها، دعا الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، محمد بن عبد الكريم العيسى، إلى التعايش مع الإسرائيليين، رافضاً ما سماها الطموحات العربية التاريخية للقضاء على الكيان الإسرائيلي.
تقرير: حسن عواد
بعد أسابيع قليلة على إعلان شركة طيران الهند “إير إنديا” طلبها السماح لطائراتها بعبور الأجواء السعودية نحو تل أبيب، توجهت الأخيرة بطلب مماثل إلى الاتحاد الدولي للنقل الجوي من أجل السماح لطائرات ناقلتها “العال” باستخدام المجال الجوي السعودي على قاعدة رفض التمييز بين شركات الطيران.
طلب لا يبدو أنه سيلقى معارضة من قبل المملكة التي تذهب بخطى متسارعة نحو التطبيع.
مطالبة إن دلت على شيء فإنما تدل على أمرين.
أولهما أن موافقة الرياض على طلب نيودلهي فتح الأجواء السعودية أمام طائرات “إير إنديا” التي تقل مستوطنين صهاينة قد منحت فعلا، خلافا لما كانت أعلنته المملكة على لسان المتحدث باسم هيئة الطيران المدني السعودي.
أما الدلالة الثانية فهي أن قطار التقارب بين الرياض وتل أبيب ماض في سكته، في ظل تصريحات وخطوات خليجية تصب جميعها في صالح تزخيم أجواء التطبيع وتكريسه خياراً وحيداً.
وعليه، يمكن توقع موافقة السعودية، في نهاية المطاف، على الطلب الإسرائيلي، طالما أن المبررات جاهزة للانفتاح على الكيان الإسرائيلي بوجه عدو المملكة الحالي- إيران-، لا سيما وأن ماكينة التطبيع تعمل على المستويات كافة، خصوصاً منها الإعلامي حيث تجتهد الشخصيات والمنابر الموالية للنظام السعودي في التأصيل لفكرة جعل العلاقات مع العدو أمراً عادياً.
آخر التصريحات السعودية في هذا المجال ما تحدث به وزير العدل السابق، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، محمد بن عبد الكريم العيسى، لصحيفة أميركية، داعياً إلى التعايش مع الاسرائيليين، رافضاً ما سماها الطموحات العربية التاريخية إلى القضاء على الكيان الاسرائيلي.