حتى الصلاة لم تسلم من سياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي قرر عدم إغلاق المحال في أوقات الصلاة.
تقرير: بتول عبدون
آخر صيحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في سياساته المتامهية مع الغرب والبعيدة عن ثقافة المجتمع السعودي كانت توجهه نحو عدم إغلاق المحال في أوقات الصلاة.
وسلّطت صحيفة “عكاظ” السعودية الضوء، في تقرير نشرته، حول وجود مصالح ومنافع في إبقاء المحال مفتوحة وتعمل عند دخول وقت الصلاة.
ونقلت “عكاظ” عن الرئيس السابق لـ”هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” في مكة المكرمة، أحمد الغامدي، أن ما جاء في لائحة الهيئة “اجتهاد ليس مبنيّاً على نظام”، مستشهداً بأن اللائحة التنفيذية للهيئة “تصدر من رئيسها العام”، مؤكداً أن “المسألة في الجانب القانوني ليس لها نظام صادر، إضافة إلى أن نظام الهيئة الأساسي لا ينصّ على إغلاق المحال وقت الصلاة، في حين تنصّ اللائحة التنفيذية لنظام وتحديداً في الفقرة الثانية من المادة الأولى، على أنه “لما كانت الصلاة هي عماد الدين وسنامه، يتعيّن على أعضاء الهيئة مراقبة إقامتها في أوقاتها، وعليهم التأكّد من إغلاق المتاجر والحوانيت، وعدم مزاولة أعمال البيع خلال أوقات إقامتها”.
استعانت “عكاظ”، في تقريرها أيضاً، برأي عضو النيابة العامة السابق، المحامي نايف آل منسي، الذي أشار إلى أن إغلاق المحال وقت الصلاة ينتج عنه “مفاسد وحرج”، مستشهداً بوضع الصيدليات ومحطّات البنزين “التي يحتاجها الناس وتقع فيها ضرورات مستمرّة، ووضع النساء في الأسواق عندما يحين وقت الصلاة وتُغلق المحلات ويضطررن إلى البقاء في الطرقات وعلى الأرصفة حتى ينتهي وقت الصلاة”.
وبيّنت الصحيفة السعودية ما أسمته “ضرر” إغلاق المحال وقت الصلاة من الناحية الاقتصادية، معتمدة على رأي رجل أعمال بارز، لم تذكر اسمه، الذي اعتبر أن “الدقائق والثواني مهمة جداً في إنتاجية الموظف”، مشيراً إلى أن “الإغلاق لا يشجّع الاستثمار الأجنبي”.
وفي الوقت الذي كانت فيه القرارات السابقة تهتم بجانب من الترفيه، فإن موضوع فتح المحال التجارية وقت الصلاة الذي تطرّقت إليه الصحيفة السعودية يمسّ جانب الدين، الذي يعدّ من صلب مهمّات “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”. ويتساءل مراقبون لقرارات ابن سلمان إن كانت الهيئة ستصمد في معركة التغيير التي تشهدها السعودية، لا سيما أن الترفيه والانفتاح يقف خلفهما ولي العهد.