تقرير: محمد المحمد
حاملاً معه آمال إدارته المحبطة من صراع حلفائها الخليجيين، وصل وزير الدفاع الأميريكي جيمس ماتيس إلى سلطنة عُمان، في زيارة رسمية تستغرق أياماً عدة، محاولاً إنعاش حلول قديمة تحفظ مجلس التعاون الخليجي من التفكك خصوصاً مع ارتفاع حدة الاتهامات بين أطراف الأزمة
يجد ماتيس، الذي أرسلته أصلاً إدارة متخبطة داخلياً نفسه، في موقع لا يحسد عليه، فالتوتر يتصاعد بين السعودية والإمارات من جهة، وتركيا من جهة أخرى، مُنذِراً بمزيد من التدهور في العلاقات، يضاف إلى ذلك خفوت جولة مبعوثَي الإدارة الأميركية إلى المنطقة، الجنرال المتقاعد أنتوني زيني ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الخليج تيم ليندركينغ، حيث لا نتائج تذكر لهذه الجولة.
ماتيس كان حريصاً عند وصوله إلى السلطنة على إظهار أهمية مجلس التعاون الخليجي لضمان أمن المنطقة، كما انه جدد دعوة وزير خارجية بلاده ريكس تيلرسون التي سبق وأطلقها خلال جولته الأفريقية إلى ضرورة تحييد الدول الأخرى عن الأزمة الخليجية.
لا تلقى تمنيات تيلرسون وماتيس إلى الآن ترجمة على أرض الواقع، حيث لا يزال الصراع الخليجي في مناطق النفوذ الآسيوية والأفريقية متصاعداً، تزامناً مع انخراط إقليمي أكبر في ديناميات الأزمة، إنخراط تتصدر مشهده تركيا التي وصل رئيس أركانها خلوصي أكار، يرافقه قائد القوات البحرية التركية، عدنان أوزبال، إلى العاصمة القطرية الدوحة للقاء المسؤولين القطريين.
دعم تركي واضح وصريح لقطر تحت ستار الاتفاقات العسكرية المشتركة يوصل رسالة قوية إلى كل من الرياض وأبوظبي اللتان أشعلتا توتراً جديداً مع أنقرة، بعدما استكمل وزير الدولة الإماراتي للشؤون
الخارجية، أنور قرقاش، هجوم ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على تركيا، إذ اتهمها بـ”محاولة التعرض للدول العربية وتغيير الأنظمة فيها عن طريق دعم” ما أسماها “حركات مؤدجلة”.
على المقلب الآخر، تواصل البحرين دورها الوظيفي إلى جانب أبوظبي بدفع سعودي، محاوِلة استفزاز قطر عن طريق انتهاك مجال الجوي مادفع الدوحة لتجديد شكواها مؤخراً ضد المنامة وأبوظبي لدى مجلس الأمن الدولي.
ترمي تطورات الأيام الاخيرة من عمر الأزمة الخليجية بكرة الحلول الكويتية الأميركية في ملعب التكهنات، لتبقى زيارة ماتيس شكلية تجتر تصريحات سابقة من دون تحرك فعلي يوجد خروقات حقيقية في اتجاه الدفع بالحل السياسي إلى مساره الصحيح.