أفصح كتاب إسرائيليون عن أن العلاقات بين الرياض وتل أبيب لم تعد سراً، وسط ارتياح إسرائيلي غير مسبوق من التقارب الحاصل مع السعودية.
تقرير: محمد البدري
لم تشهد الأوساط السياسية والعسكرية والإعلامية في كيان الإحتلال هذا الارتياح في العلاقة مع السعودية، منذ إنشاء إسرائيل.
يُترجم الإرتياح بالكم الهائل من المعلومات الإستخبارية والأمنية، التاريخية منها والحديثة، والتي بدأت تخرج الى العلن. أصبح خط الطيران الذي سيدشن بين “الرياض، نيودلهي، تل أبيب” بمثابة العلاقة الرومانسية التي فتحت أجواء السعودية أمام الرحلات الجوية الإسرائيلية، وفق ما أكده الخبير الإسرائيلي بالشؤون العربية، آساف غيبور.
ولفت غيبور، الكاتب في صحيفة “مكور ريشون” الإسرائيلية، إلى أن خط الطيران سيكون الإشارة العلنية الأولى للعلاقات التي كانت إلى وقت قريب سرية، وبعيدة عن الأضواء، بحيث أنه بعد أسبوعين سيكون بالإمكان الطيران من نيودلهي إلى تل أبيب مروراً بالرياض، في مدة زمنية قصيرة جداً، وبأسعار مخفضة أقل بكثير مما كان.
حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في قمة “الإيباك” عن تطور علاقات “إسرائيل” مع ما وصفها بـ”الدول العربية المعتدلة”، مرتبط بهذا التطور مع السعودية، وهو ما أشار إليه غيبور أيضاً، مشدداً على أن أحد أهم الدول التي قصدها نتنياهو هي السعودية، برغم عدم وجود علاقات رسمية معها.
بدورها، قالت الخبيرة الإسرائيلية في الشؤون السعودية في جامعة تل أبيب، ميخال يعاري، إن الأمر لو كان فقط بيد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لقرر على الفور تطبيع العلاقات مع إسرائيل بصورة كاملة، وقد بدأ بالفعل انتهاج سلسلة خطوات من شأنها التمهيد لعملية التطبيع معها، حيث شهدت هذه المرحلة تقدم علاقات الطرفين في المجالات ذي الطابع الاستراتيجي، والتنسيق الذي يتزايد في القطاعات الياسية والاقتصادية.
ابن سلمان بحسب يعاري، سيبقى مثل أسلافه مقيداً ومكبوح الجماح في الذهاب بعيدا بعلاقاته مع إسرائيل، طالما لم تحل القضية الفلسطينية، وهو ما يفسّر الضغوط الهائلة التي تمارسها الرياض في جميع الاتجاهات، لا سيما على القيادات الفلسطينية لإنهاء المقاومة وتسوية القضية الفلسطينية وتمرير “صفقة القرن”، بهدف إزالة العقبات أمام العلاقات السعودية الإسرائيلية، الرسمية والعلنية.