نبأ نت – لم يكن الاهتمام بيهود البحرين محض صدفة أو بحثاً عن حقوق لجالية تعيش في بلد ما، بقدر ما كان محاولة واضحة لاتخاذ هذه الجالية كجسر تعبر فوقه العلاقات مع سلطات الاحتلال إلى مزيد من التقارب، خاصة أن العلاقات البحرينية الإسرائيلية ليست جديدة وإنما هي قديمة قدم النكبة الفلسطينية، إذ كانت المنامة إحدى الخطوط لتزويد تل أبيب بالحديد المستعمل لتصنيع الأسلحة التي يُقتل بها شباب وأطفال ونساء فلسطين.
وعلى الرغم مما تشهده القضية الفلسطينية من تطورات خطيرة على أكثر من صعيد، سواء في قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلان القدس “عاصمة” لكيان الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده إليها، أو ما يطبخ على نار هادئة في ما يتعلق بـ”صفقة القرن”، فإن هذا التطبيع جار على قدم وساق.
ولأن السعودية، تحت إدارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، متورطة مباشرة في إنضاج هذه الصفقة وفرضها بالإجبار، فإن سلطات الرياض ليست غريبة عن أنشطة البحرين التطبيعية، وليس آخرها إنشاء ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ما يسمى “مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي”، الذي يضمّ أعضاء وفد التطبيع مع كيان الاحتلال الذي زار فلسطين المحتلة قبل أشهر، بحجة التعايش السلمي.
وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد تعمد الإفصاح في أكثر من مناسبة عن حقيقة أن العلاقة مع بعض دول الخليج أفضل من أي وقت مضى.
وبحسب مراقبين للعلاقة بين البحرين وكيان الاحتلال، فإن ما تقوم به السلطات البحرينية من تطبيع ليس إلا بالون اختبار بالنيابة عن السعودية، ريثما يصبح اللعب بين الرياض وتل أبيب واضحاً ومكشوفاً للعامة.