تتحرك الرياض لوضع اللمسات الأخيرة على “صفقة القرن”، عبر تجهيز الأرضية لقيادات فلسطنية جديدة تتماشى مع مصالحها وعملية تسويتها للقضية الفلسطينية.
تقرير: محمد البدري
بعد حرقها لكل أوراق الضغط والابتزاز التي كانت تملكها للتأثير على الجانب الفلسطيني للقبول بما بات يعرف بـ”صفقة القرن”، بدأت السعودية مساعٍ جديدة تهدف إلى وضع وضع اللمسات الأخيرة على الصفقة، برغم الرفض القاطع من قبل القيادات الفلسطينية للتعامل معها.
تتجه الرياض إلى تجاوز القيادة الفلسطينية الحالية والبحث عن شخصيات أخرى تتماشى مع سياستها ومصالحها. وكشف مسؤول فلسطيني رفيع المستوى في الضفة الغربية ومقرب من حركة “فتح” عن اتصالات سرية ومتقدمة تجري بين المسؤولين السعوديين والنائب الفتحاوي المُقال محمد دحلان، في قضايا تتعلق بالقضية الفلسطينية وملفاتها الشائكة.
وبناءً على نصيحة من مصر والإمارات، بدأت السعودية تكثيف اتصالاتها مع دحلان خلال الفترة الأخيرة، الذي تنظر إليه على أنه الشخصية القوية القادرة على قيادة المركب الفلسطيني، بعد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بما أنه يتماشى مع توجهاتها.
وأوضح المسؤول الفلسطيني أن دحلان سيتوجه إلى العاصمة السعودية الرياض خلال الأيام القليلة المقبلة للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في زيارة قد تكون الأهم في تاريخه.
وبحسب المسؤول الفلسطيني، ستجتمع الرياض مع دحلان وتحاول استكشاف مواقفه من “صفقة القرن” وملفاتها المتعددة، في سبيل الوصول إلى صيغة تفاهم مشتركة لدعم الخطوات السياسية الهامة المقبلة على المنطقة، والتي ستكون بقيادة الرياض ومساعدة من مصر وبعض الدول العربية الأخرى.
وكشفت مصادر دبلوماسية أن صهر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر، زار القاهرة سراً مطلع شهر مارس / آذار 2018، للقاء مسؤولين مصريين بارزين معنيين بملف “صفقة القرن”. وتضمنت اجتماعات كوشنر في القاهرة، التي لم يعلن عنها، الموقف الأردني، وموقف رئيس السلطة الفلسطينية الرافض للتجاوب مع التصور الأميركي.
وكان ولي العهد السعودي قد أبدى تفاؤله بالجهود المبذولة للتوصل إلى ما وصفه بـ”تسوية سلمية” بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي يُبنى عليه التطبيع الكامل بين الدول العربية وكيان الإحتلال، بقيادة السعودية.