رغم نفي المتحدث باسم الحكومة العراقية الأحاديث عن زيارة لولي العهد إلى بغداد، تتواصل الاعتراضات والرفض على استقبال الأخير بسبب الدور الذي لعبته بلاده بتصدير الإرهاب ودعمها لتدمير العراق.
تقرير: سناء ابراهيم
بين التأكيد والنفي والتأجيل، تتأرجح زيارة ولي العهد محمد بن سلمان إلى بلاد الرافدين. وفيما تتكاثر الأحاديث غير الرسمية عن تأجيل محتمل للزيارة التي لم يحدد تاريخها بعد لنحو شهر من الآن، تجتاح الاعتراضات الشعبية المدن العراقية رفضاً لقدوم الزائر السعودي الى البلاد التي حاربت الإرهاب على مدى 4 سنوات.
بعد الاعتراضات والانتقادات التي عمت مواقع التواصل الاجتماعي لرفض استقبال محمد بن سلمان، وشغلت الزيارة الأروقة العراقية سياسيا وشعبيا، خرج المتحدث باسم الحكومة الاتحادية سعد الحديثي لنفي الزيارة التي لم تؤكد أن بلاده “منفتحة على جميع الدول الشقيقة والصديقة، وتعمل على تعزيز علاقاتها وفق المصالح المشتركة، لافتاً إلى أن “السياسة التي تتبعها الحكومة الحالية برئاسة حيدر العبادي، أثبتت نجاحها في عودة العراق إلى المجتمع الدولي وجعله قوّةً فاعلة في المنطقة”.
وبيّن الحديثي، أن الحكومة ستعلن بصورة رسمية عن أي زيارةً من قِبل المسؤولين في هذه الدول، ولا ينبغي الاهتمام بشائعات بهذا الصدد أو التعليق عليها، على حد قوله، فيما أشارت مصادر مطلعة فضلت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن الزيارة يحضر لها إلا أنها لم تعلن بعد، وقد يتم تأجيلها بسبب موجة الاعتراضات الشعبية التي برزت على أرض الواقع كما العالم الافتراضي.
الضبابية التي تلف الزيارة ومحاورها وتضعها على قاعدة متأرجحة بين النفي والتأجيل والمراوغة، يفسرها مراقبون بأنها ترتبط بالسعي السعودي لاستمالة المواقف العراقية الرافضة لإعادة تطبيع العلاقات مع الرياض، خاصة بعد ما أحدثته التدخلات السعودية بالشؤون الداخلية العراقية، ومحاولة الشرخ بين العراقيين ونشوب فتنة طائفية كاد أن يكون عرابها السفير السعودي السابق في بغداد ثامر السبهان، وهو ما أدى إلى استبعاده من العاصمة العرقية واستبداله فيما بعد.
يؤكد متابعون أن الرياض تسعى لكسب الود العراقي وخاصة الشيعي، من أجل استعادة دورها في بلاد الرافدين، بعد تحجيمه عبر وحدة العراقيين وتماسكهم.