أكدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن السعودية والإمارات تواجهان مخاطر علاقاتهما القوية بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، لا سيما وأن سياسة الأخير مرتبطة بفترة حكمه فقط.
تقرير: محمد البدري
لم يسبق أن تمتعت السعودية وحليفتها ذات الأهمية المتزايدة الإمارات بمثل هذه العلاقة الوثيقة مع رئيس أميركي كما يحدث الآن، هذا ما تؤكده صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.
التحدي الذي سيواجه هذين النظامين الملكيين، وفق الصحيفة، هو في التأكد بأن العلاقة الشخصية التي رعوها بعناية مع ترامب لن تأتي بنتائج عكسية على المدى الأطول، ولن تجرهم إلى السياسات الأميركية الداخلية المثيرة للانقسام.
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن هناك علامات على ردود الفعل العنيفة تمثلت بشكل خاص في الكونغرس حيث قام بعض الديمقراطيين الرئيسيين وبعض الجمهوريين بالدفع من أجل تصويت على قرار من مجلس الشيوخ يحظر المساعدات العسكرية الأميركية للعدوان السعودي على اليمن، في الوقت الذي يبدأ فيه ولي العهد محمد بن سلمان جولة في الولايات المتحدة تستمر لأسبوعين.
ويقول المتخصص في شؤون الخليج في معهد “أميريكان إنتربرايز”، أندرو بوين، للصحيفة، إن “علاقة السعودية بالبيت الأبيض لم تكن بمثل هذه القوة من قبل، لكنها ليست على أرضية صلبة، بعد أن وضعت السعودية كل البيض في سلة “ترامب – كوشنر”.
ويصف بوين الاستراتيجية السعودية تلك بـ”المخاطرة”، معتبراً أن “العلاقة بين الرياض وواشنطن أصبحت شديدة القطبية، حيث أن ابن سلمان يخاطر بأن يتم حرقه بالنسبة إلى الإدارة المقبلة”.
وترى “وول ستريت جورنال” أن أحد الأسباب التي جعلت القادة السعوديين والإماراتيين متحمسين لإدارة ترامب هو “المرارة” التي “لا يزالون يشعرون بها إزاء رئاسة سلفه أوباما، مع تجاهل البيت الأبيض في عهد أوباما مصالحهم الوجودية، في الوقت الذي استرضى فيه عدوهم الأزلي إيران”، على حد تعبير الصحيفة.
وأما في ما يخص علاقة الرياض وأبو ظبي مع واشنطن، وعلاقة تل أبيب معها، فيشير جيرالد فييرشتاين، وهو سفير أميركي سابق في اليمن ومدير شؤون الخليج في “معهد الشرق الأوسط”، إلى أنه “لا يوجد أي طرف يمكنه أن يقارن وضعه بوضع إسرائيل”، معتبراً أنه “ليس من الذكاء أبداً لأي حكومة أجنبية ألا تحافظ على علاقات متساوية مع الحزبين الأميركيين الجمهوري والديمقراطي”.