ضغوط أميركية خجولة على مغامرات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان العدوانية في اليمن، يقابلها صفقات ضخمة من الأسلحة الأميركية للسعودية، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.
تقرير: بتول عبدون
تواصل السعودية عدوانها على اليمن بضوء أخضر أميركي جديد. وتعد أحد دلائل هذا الدعم موافقة وزارة الخارجية الأميركية على بيع صواريخ “تاو” المضادة للدبابات إلى السعودية، وهي جزء من صفقة تبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار وتشمل أيضاً صيانة طائرات “هليكوبتر” وقطع غيار للمركبات العسكرية. وأكدت الوزارة أن المملكة طلبت شراء 6600 صاروخ من طراز “تاو” و96 طائرة إضافية للتدريب. كما أعلنت موافقتها على بيع محتمل بقيمة 300 مليون دولار لأجزاء من أسطول الدبابات والمركبات المدرعة.
وفي حين تفاخر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقيمة مشتريات السعودية من الأسلحة الأميركية، أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لصحيفة “واشنطن بوست” أنه “لا توجد خيارات جيدة في اليمن”، وأن “المفاضلة هي بين خيارات سيئة وأخرى أسوأ منها”.
الصحيفة التي وصفت ابن سلمان بـ”الإصلاحي المتهور” انتقدت عدم ضغط الكونغرس الأميركي على ولي العهد لوقف عدوانه على اليمن، واقتصار الأمر على مطالبة لجنة العلاقات الخارجية باتخاذ إجراءات تصحيحية في الوقت الذي لم يبد فيه الرئيس الأميركي أي اهتمام في هذا الملف.
واكدت “واشنطن بوست”، في افتتاحيها، ان ابن سلمان الذي يتبنى سلسلة من الإصلاحات الاجتماعية “يتابع مغامراته الخارجية العدوانية وغير المدروسة”، معتبرة أن “الوصول إلى تسوية في اليمن يُحسن من فرص الإصلاح الداخلي في المملكة”.
وترى “واشنطن بوست” أن “ما ينبغي على الكونغرس فعله هو دفع السعودية إلى مفاوضات سلام جادة، خاصة في أعقاب فشله بتمرير قرار لوقف الدعم الأميركي للرياض في حربها في اليمن، كما أن عليه ان يختار نهجاً أفضل في التعامل مع الأزمة يتمثل في دفع المزيد من المساعدات الأميركية وإجبار السعودية على فتح الميناء (في الحديدة) والمطار (في صنعاء) وصولاً إلى تسوية تفاوضية”. وأشارت الصحيفة إلى “برودة استقبال ابن سلمان من أعضاء الكونغرس على الرغم من إقرار مواصلة دعم السعودية بعد التصويت” على مشروع القرار لوقف الدعم الأميركي بالسلاح للسعودية.
من جهتها، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريراً بعنوان “ولي العهد يحصل على موافقة لشراء أسلحة، ولكن مع تحذيرات بشأن اليمن” نقلت فيه عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الولايات المتحدة تريد استمرار الشراكة الأمنية والاقتصادية مع دول الخليج عامة، والسعوديةِ بوجه خاص، ولا تريد فسح المجال لروسيا للمنافسة في منطقة الخليج، مشيرة إلى أن تعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي ومايك بامبيو وزيراً للخارجية، يعزز خط إدارة ترمب المناهض لإيران، وهو ما يتوافق مع ما تريده السعودية.