تتسارع عجلة الهجمات التي يشنها محمد بن سلمان يمنة ويسرى، حيث اعترف بتصدير الرياض للإرهاب والتطرف لكنه اتهم جماعات غير الوهابية بافتعال الإرهاب.
تقرير: سناء ابراهيم
لم يعد يدري ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأية وسيلة يتقرّب من الغرب، ويشن هجمات معاكسة على المجتمع من أجل الحصول على الرضى والتأييد من الادارة الأوروبية والأميركية. وفي جديد خطوات ابن سلمان، أقر أن بلاده تعمل على تصدير الإرهاب والفكر المتطرف، محاولاً لصق الاتهامات بـ”تيار الصحوة” و”الإخوان المسلمين”.
فور مهاجمة ابن سلمان لـ”الإخوان المسلمين”، اعتبر النائب الكويتي، وليد الطبطبائي، أن تصريحات ابن سلمان لا تعدو كونها محاولات مستمرة لما وصفه بـ”شيطنة” جماعة “الإخوان المسلمين”، محذراً من أن ذلك “سيستمر وسيتجاوز ذلك ليصل إلى مهاجمة السلفية والوهابية”.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، في تقرير، أن ابن سلمان “تحدث عن الدور السعودي في نشر الوهابية المتهمة بأنها مصدر للإرهاب العالمي”، موضحة “الاستثمار في المدارس والمساجد حول العالم مرتبط بالحرب الباردة، عندما طلبت الدول الحليفة من السعودية استخدام مالها لمنع تقدم الاتحاد السوفييتي في دول العالم الإسلامي. ولفت الصحيفة الانتباه إلى أن “الحكومات السعودية المتعاقبة فقدت المسار، والآن نريد العودة إلى الطريق”، مضيفة “التمويل يأتي الآن من “مؤسسات” سعودية وليس الحكومة”.
وتتوالى هجمات ابن سلمان من بلاد الغرب على الداخل السعودي، فقد شن هجوما على ما يعرف بـ”تيار الصحوة” الذي قال عنه إنه “هيمن على البلاد نحو 30 عاماً مضت”، وعرّج نحو اتهام “الاخوان المسلمين” بـ”المسؤولية عن التطرف”. وأضاف ولي العهد السعودي “مدارسنا تم غزوها من جماعات متشددة كـ”الإخوان المسلمين”، وقريباً سيتم القضاء عليها، ولن تقبل أي دولة في العالم بأن يكون هناك جماعة متطرفة مسيطرة على النظام التعليمي”.
على اثر انتقاد بن سلمان لـ”تيار الصحوة”، دشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وسم #كيف_نجوت_من الصحوة؟ اتهموا عبره السلطة السعودية بالقضاء على “الصحوة” بعد أن صنعوها وانتهت مهمتها، واعتبروا أن السلطة تنشئ التيارات وعند انتهاء الدور المطلوب يتم القضاء عليها واستهدافها. وأشار أحد المغردين إلى أن “الصحوة” نشأت بعد حادثة جهيمان، حيث تبنّت أفكاره مؤسسات دينية إلى أن تغلغلت في المجتمع، فيما دافع بعض المُغرّدين والنشطاء عن “الصحوة”.
يشير مراقبون لمواقف ابن سلمان من “الصحوة” والتيارات مثل “الإخوان المسلمين” إلى أن المسألة ليست مسألة صحوة دينيّةٍ أم علمانيّة، إنما هي عملية خلط الملفّات دُفعةً واحِدة، ليصحو الرأي العام على أخبار الاعتقالات الشهيرة التي طالت نجوم الصف الأول من المسؤولين ورجال الأعمال، فينشغل بحقيقة مُكافحة الفساد، ثم ينام على أنباء الصفقات الخفيّة معهم.