تظهر الخلافات الإماراتية السعودية في اليمن إلى الواجهة، مع الكشف عن دور أبو ظبي في التحريض لإقالة الفريق الركن فهد بن تركي من قيادة القوات البرية السعودية.
تقرير: سناء ابراهيم
بالتزامن مع الذكرى السنوية الثالثة لبدء العدوان السعودي على اليمن، ومع الانهيارات في صفوف تحالف العدوان من جهة، واستمرار الاقتتال بين ميليشيات التحالف على الساحل اليمني من جهة أخرى، تتكشف أسباب إقالة قائد القوات البرية السعودية، فهد بن تركي بن عبد العزيز، من منصبه، حيث تمت بسبب خلافاته مع القوات الإماراتية، وعدم اقتناع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بأدائه.
وكشفت مصادر خاصة لموقع “عربي 21” الإلكتروني عن أن الملك سلمان أقال ابن تركي ضمن قرارات بتغييرات عسكرية شاملة صدرت يوم 26 فبراير / شباط 2018، حيث أُعفي من منصبه، وعُيِّن بدلاً من ذلك بمنصب “قائد القوات المشتركة”.
وبحسب المصادر، فإن قادة القوات الإماراتية في اليمن كانوا يأخذون على ابن تركي “تعامله معهم بنظرة استعلائية بسبب كونه أميراً”، إضافة إلى “تدخله في بعض المناطق الخاضعة للنفوذ الإماراتي”.
وتشير المصادر نفسها إلى أن وفداً من قيادة القوات الإماراتية توجه إلى لسعودية في نهاية يوليو / حزيران 2017 للنقاش حول هذه الخلافات مع مسؤول عسكري سعودي رفيع المستوى، وقد طلب المسؤول السعودي، خلال اللقاء، إظهار تلاحم القوات السعودية الإماراتية، وعدم خروج هذه الخلافات إلى العلن، وهو ما دعا الوفد الإماراتي إلى التأكيد على ضرورة توحيد الجهود، على الرغم من وجود خلافات حقيقية وارتياب بين الطرفين.
تصاعدت وتيرة الخلافات بين القوات الإماراتية وابن تركي بعد تعيينه ضابطاً برتبة عميد لقيادة سرية سعودية تعمل في عدن، ما أثار حفيظة القادة الإماراتيين الذين اتهموه بأنه يعمل على اختراق قواتهم، خاصة مع نقل القوات السعودية صواريخ مضادة للدروع مرات عدة، تمهيداً لنقلها إلى تعز، حيث تخوفت القيادة الإماراتية العسكرية من إمكانية استيلاء القوات اليمنية على هذه الصواريخ، وكَشَف ذلك عن الضعف الذي تعيشه قوات التحالف أمام تقدم القوات اليمنية.
عدم الثقة بين الرياض وأبوظبي دفعت الأخيرة إلى الطلب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إقالة ابن تركي عبر تشويه صورته أمام قيادته، فتم ما طلبته الإمارات.