أخبار عاجلة
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مع ولي العهد محمد بن سلمان، في البيت الأبيض (صورة من الأرشيف)

الزحف نحو التطبيع: السعودية في المقدمة

تسير الدول الخليجية بزعامة سعودية نحو تطبيع علني مع كيان الاحتلال. يقود هذا التغيرٌ في استراتيجيةِ المملكة ولي العهد محمد بن سلمان الذي قدم إلى الولايات المتحدة وإسرائيل ما لم تحلما به يوماً.

تقرير : عاطف محمد

“الحب العربي لإسرائيل” عنوان مقال مشترك في مجلة “فورين بوليسي” لكل من شاي فيلدمان مدير “مركز كراون لدراسات الشرق” في “جامعة برانديز”، وتامار كوفمان ويتس من “مركز سياسات الشرق الأوسط” في “معهد بروكينغز”. لا يتعلق هذا “الحب” فقط بالاصطفاف مع إسرائيل ضد “الخطر الإيراني” المزعوم، بل يتعداه إلى تراجع الاهتمام الشعبي بالنزاع العربي الإسرائيلي.

يرى الكاتبان، في مقالهما، أن إسرائيل “صارت جزءاً من الحل العربي، والبحث عن نظام إقليمي جديد مريح للجميع لأسباب عدة منها موضوع الطاقة وتحول الكيان إلى مصدر لها، وكذلك التعاون الامني والاقتصادي”.

يتجلى “الحب” الذي تحدثت عنه “فورين بوليسي” في سلوكيات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وحلفائه الإماراتيون، فالرجل الساعي إلى تعزيز نفوذه داخل واشنطن بات يُعرف جيداً، بحسب صحيفة “هآرتس” العبرية، أن عليه استرضاء مؤيدي إسرائيل داخل وخارج الإدارة الأميركية، إذ ترى الصحيفة أن سماح السعودية للطيران الهندي العبور فوق أراضيها في إتجاه تل أبيب “تطور هام في هذا السياق”.

فالسعوديون، بحسب “هآرتس”، رفضوا في ذروة اتفاقية أوسلو التي بدا فيها الإسرائيليون والفلسطينيون قريبين من “عملية سلام” كل المناشدات الأميركية بخصوص القيام بلفتة مشابهة، لكنهم يفعلون ذلك اليوم إلى جانب نظرائهم الخليجيين، فالإمارات أيضاً شاركت سلاح الجو الإسرائيلي في مناورات عسكرية في سماء اليونان جرت مؤخراً.

سعي ابن سلمان إلى استرضاء كيان الإحتلال والوصول إلى تطبيع علني معه يبدو واضحاً من خلال اجتماعه في نيويورك مع مجموعة من الزعماء اليهود، بينهم ممثلون عن “اللجنة الأميريكية الإسرائيلية للشؤون العامة (آيباك)، وهو اجتماع تفوح منه أخبار سابقة نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول إسرائيلي أكد فيها زيارة ابن سلمان لتل أبيب في سبتمبر / أيلول 2017.

بالعودة إلى “فورين بوليسي” و”الحب العربي لإسرائيل”، تخلص المجلة إلى القول إن “الفوائد المتزايدة للتعاون” بين الدول العربية وكيان الاحتلال “تلقت دفعة موازية من تراجع اهتمام الحكومات العربية بالموضوع الفلسطيني”، وهو ما يظهر جلياً في شكل وحجم ردها على قرار الرئيس الفلسطيني دونالد ترامب الاعتراف بالقدس “عاصمة” لكيان الاحتلال الاسرائيلي.