فشلت السعودية مرة أخرى في تسويق “صفقة القرن” فلسطينياً، فها هو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يرفض دعوة لزيارة الرياض.
محمد البدري
في آخر الصفعات الموجهة للسعودية بما يخص ما بات يعرف بـ”صفقة القرن”، رفض رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، تلبية دعوتها الهادفة إلى إقناعه بنود الصفقة، وفق ما أكده مصدر قيادي في حركة “فتح”.
وفي التفاصيل، فإن الرياض التي تحاول امتصاص الغضب الفلسطيني المتصاعد اتجاهها، وجَّهت خلال الأيام الماضية دعوة إلى الرئيس عباس لزيارة أراضيها، في محاولة منها لتطويق الخلاف القائم مع الفلسطينيين بسبب “صفقة القرن”، التي تنوي الإدارة الأميركية طرحها بعد الانتهاء من صياغتها وأخذ موافقة الأطراف عليها.
وأوضح المصدر “الرياض لم يعجبها كثيراً حالة الرفض الفلسطيني القاطعة لدورها في “صفقة القرن” المشبوهة، وعندما فشلت في إقناعنا بقبول الصفقة الأميركية لرغم مخاطرها على القضية والمشروع الوطني، لجأت إلى طريق جديد وهو اللقاء المباشر مع الرئيس أبو مازن”.
ويشير المصدر إلى أن “الرد الفلسطيني على الدعوة السعودية كان الرفض، وأن عباس أبلغ أطرافاً عربية أن فتح ملف “صفقة القرن” ومناقشته في ظل صيغتها الخطيرة سيكون مرفوضاً، وأنه لن يتعامل مع أي جهد عربي في هذا الملف”.
ووفقاً للمصدر نفسه، فإن “العلاقات بين رام الله والرياض تمر في نفق مظلم وقد يبدو طويلاً بعض الشيء، في ظل تمسُّك الرياض بموقفها من الصفقة الأميركية، ومحاولتها البحث عن قيادة فلسطينية بديلة تتماشى مع تطلعاتها ومخططاتها في المنطقة”.
يعلم عباس أن الرياض لا ترغب في بقائه على كرسي رئاسة السلطة الفلسطينية وحركة “فتح”، هذا ما أكده المصدر أيضاً، مشيراً إلى أن السعودية “تسعى بالتعاون مع دول عربية، أبرزها مصر والإمارات، إلى جلب قيادة بديلة خاصة بعد استضافة الرياض أكثر من لقاء مع خلفاء عباس المحتملين، وأبرزهم القيادي المفصول من حركة “فتح” محمد دحلان، ومدير جهاز المخابرات الفلسطينية العامة اللواء ماجد فرج.