الكولونيل البريطاني إيان هندرسون، كان يشرف على التعذيب للمعارضين في البحرين

وثائق عن بريطانيا آمرة القتل بالتعذيب لقادة المعارضة البحرينية

تكشف وثائق سرية حقائق تصفية قوات الأمن البحرينية لقادة من المعارضة في ثمانينات القرن الماضي، في حملة شرسة من القمع والتعذيب كان الهدف منها كتمان الأصوات المعارضة قبيل زيارة ملكية بريطانية للمنامة.

تقرير: هبة العبدالله

نشرت مجلة “نيو إنترناشيوناليست” تحقيقاً جديداً عرضت فيه مجموعة من الوثائق السرية التي تتحدث عن حملة القمع والتعذيب التي مارسها النظام البحريني ضد المعارضة في الثمانينات.

وأشار التحقيق الاستقصائي إلى أن الملف الأمني للبحرين احتوى على انتهاكات كبيرة وتعذيب للمعارضين قبل زيارة الأمير تشارلز والأميرة ديانا في عام 1986، لمنع معارضي النظام من التظاهر وإيصال أصواتهم.

وقالت المجلة إنه قبل وصول الأميرة ديانا إلى البحرين، كتب السفير البريطاني فرانسيس ترو برقية سرية عن “الجولة الملكية والحالة الأمنية في البحرين” أكد فيها أن المعارضة كانت محبطة للغاية بعد اعتقال قيادتهم برمتها.

وقتها، تعرض اثنان من نشطاء المعارضة البحرينيين، هما راضي مهدي إبراهيم وهاشم العلوي، للتعذيب حتى الموت كجزء من حملة القمع، في الأشهر التي سبقت زيارة الزوجين الملكيين للبحرين.

واستشهد التحقيق بتصريح لإيمان شويتر، زوجة الدكتور علوي، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” في عام 2016، تقول فيه إن السلطات قتلت زوجها وقدمت لها شهادة وفاة تدعي أنه “انتحر”، لكنها كانت تعرف أنه قتل تحت التعذيب.

تضيف المجلة، في تحقيقها، أن الحكومة كانت تدعي أن الوفيات وقعت إما نتيجة الانتحار أو لأسباب طبيعية. وتلفت الانتباه إلى أن جهاز الأمن البحريني كان يديره ضابط بريطاني هو الكولونيل إيان هندرسون، الذي وصفته جماعات حقوق الإنسان بـ”جزار البحرين” لتورطه شخصياً في تعذيب نشطاء المعارضة خلال العقود التي أمضاها في السلطة.

برأي مدير “معهد البحرين للحقوق والديمقراطية”، سيد أحمد الوداعي، فإن قصص البحرينيين الذين تعرضوا للتعذيب خلال الثمانينات من القرن الماضي “ذكرى مؤلمة للإساءات المروعة التي يتعرض لها ضحايا القمع من قبل السلطات البحرينية التي تتلقى دعماً غير مشروط من الحكومة البريطانية، في وقت يتعرض فيه الناس للتعذيب حتى الموت في البحرين”، مؤكدا أنه “على الرغم من مرور عقود إلا أن الناجين لم يتعافوا بعد من محنتهم”.