أخبار عاجلة
ستبدأ الصين بدفع ثمن النفط الوارد إليها من السعودية بعملتها اليوان

السعودية تحت رهبة اليوان

بدأت الصين باتخاذ خطوات أولية نحو سداد وارداتها النفطية باليوان بدلاً من الدولار الأميركي، ما سيؤثر بشكلٍ مباشر على ارتباط الدولار بالصفقات النفطية، بالإضافة إلى تأثير القرار الصيني على البتادل النفطي بين بكين والرياض.

محمد البدري

ضمن جهودها الرامية إلى تعزيز المكانة العالمية لعملتها، اتخذت الصين خطوات أولية نحو سداد مقابل وارداتها النفطية باليوان بدلاً من الدولار الأميركي، في تطور هام جداً يعكس الصعود الاقتصادي الصيني المتسارع، وما يترتب عليه من منافسة شرسة مع الولايات المتحدة.

سينطلق البرنامج تجريبي للسداد باليوان، وفق ما ذكرته وكالة “رويترز”، بحلول النصف الثاني من عام 2018، في حين أكدت مصادر لـ”رويترز” أن الجهات التنظيمية طالبت مجموعة من المؤسسات المالية بشكل غير رسمي بإعداد تسعير لواردات الخام الصينية باليوان.

وستفرض بكين التي تجاوزت واشنطن، في عام 2017، كأكبر مستورد للنفط في العالم، ما يسمى بـ”البترويوان” كمنافس للبترودولار”، في ظلِ استخدام اليوان في تسوية السداد.

وتأتي هذه المحاولة الصينية، بحسب خبراء اقتصاديين، لتقليل حدة هيمنة الدولار الأميركي على التعاملات التجارية النفطية، خصوصاً وأن الدولار يعد العملة الوحيدة التي يتم بها تسعير النفط في البورصات وأسواق البترول الآجلة والفورية، وبالتالي فإن جميع عمليات التبادل التجاري بين المصدرين والمستوردين تتم بالدولار.

وكشفت مصادر مطلعة أنه في إطار الخطة التي تجري مناقشتها قد تبدأ الصين الشراء من روسيا وأنغولا، وكلاهما مثل بكين ترغب في كسر السيطرة العالمية للدولار الأميركي، إذ أن وروسيا وأنغولا من أكبر موردي النفط الخام إلى الصين إلى جانب السعودية، ما سيسحب، وفق الخبراء عينهم، مبالغ بين 600 إلى 800 مليار دولار سنوياً من الصفقات النفطية التي تتم المتاجرة فيها حالياً بالدولار.

وبالنسبة إلى السعودية، يشير مراقبون لسياستها النفطية إلى أن بكين ستجبر الرياض على بيع النفط باليوان، بما أنها تعتبر أكبر مستوردٍ للنفط السعودي، بحوالي 1.3 مليون برميل يومياً إلى الصين، بحسب ما جاء في الإحصاءات الرسمية الصينية، في الوقت الذي تتراجع فيه صادرات النفط السعودي إلى السوق الأميركي والتي وصلت إلى 800 ألف برميل يومياً.

التعامل النفضي بين واشنطن وبكين والرياض سيشكل ضغطاً على الأخيرة، لا سيما وأنه في ظل تمسك بكين باستيرادها للنفط بعملتها المحلية، فإن ذلك سيجبر الرياض على التعامل بالعملة الصينية، والا ستفقد السوق الصينية، أكبر مستورد لنفطها.