ارتكب العدوان السعودي مجزرة جديدة بتنفيذه غارات على مخيم للنازحين في محافظة الحُديدة اليمنية، وسط صمتٍ دولي وعربي تخرقه أشلاء الأطفال المتناثرة.
تقرير محمد البدري
أصبح من الضروري البحث عن مفهومٍ جديدٍ للإجرام السعودي الذي يمارس بحق أهل اليمن. لم يعد إجراماً ولم يعد الفعل السعودي مجازر فقط. تخطت الرياض، في عدوانها المتواصل، جميع الأوصاف.
14 شهيداً معظمهم من الأطفال حصيلة أولية لمجزرةٍ مروعة للعدوان السعودي، بعد سلسلة غارات لطيرانه استهدفت مخيماً للنازحين في مديرية الحالي في محافظة الحديدة اليمنية.
الصور أكثر إنباءً من الوصفِ. أشلاءٌ وأعضاءٌ مقطعة، هذا هو الحزم السعودي الذي عجز عن أي انجازٍ عسكري، فصبّ جام غضبه على الأطفال، في مشهدٍ انتقامي لم يسبق السعودية عليه إلا كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت مصادر إعلامية يمنية أن طيران العدوان استهدف مخيمات النازحين في مديرية الحالي بغارتين جويتين، مشيرةً إلى سقوط ضحايا جلهم أطفال ونساء، بدوره، أكد مدير مكتب النازحين في المحافظة أن الأمم المتحدة زارت المخيم قبل يومين من الغارات، مشدداً على أن تحالف العدوان يعلم بأن المخيم للنازحين، وهو ما يسقط أي ذريعة سيخرج بها العدوان لاحقاً للتهرب من جرائمه كما جرت العادة.
وفي الوقتِ الذي كانت فيه الصواريخ السعودية تقطع أوصال جسد طفلٍ يمينيٍ في مخيم النازحين، خرجت منظمة “هيومن رايتس ووتش” لتدين إطلاق الصواريخ اليمنية على الرياض، متجاوزةً الفعل السعودي المتكرر في مثل هكذا مجازر، والذي ترتب عليه ردة فعلٍ يمنية لا بد منها ضمن حق الدفاع عن النفس.
يقف المجتمع الدولي أبكماً أمام المجزرة السعودية، فيما تتسابق الدول لإدانة ردة الفعل اليمنية. لكن، وفي جميع الأحوال، تبقى الحقيقة ظاهرة، بأن العدوان المهزوم سياسياً وعسكرياً، لا يجد غير المجازر بحق المدنيين اليمنيين طريقاً للهروب من هزائمه، إلا أن الدم، وكما يوضح مسار العدوان، يثبت أنه الداعم الأول للنصر اليمني.