يحتفل حلفاء الرياض في بيروت بتدشين “جادة الملك سلمان” في بيروت، في مشهدٍ انتخابي يحمل بطياته محاولات من السعودية فرض الوصاية على لبنان.
تقرير: محمد البدري
في فصلٍ جديدٍ من فصولِ الوقاحة السعودية، أصبح للملك سلمان شارعاً باسمه في العاصمة اللبنانية بيروت. لا لشيءٍ له علاقة بانجازات الملك. كل ما في الأمر أن الانتخابات النيابية في لبنان على الأبواب، وحلفاء الرياض أحبوا إكرام ممولهم.
في الوقت الذي يتباهى فيه ولي العهد محمد بن سلمان بالعلاقة مع الكيان الإسرائيلي، ويشيد في حواره مع مجلة “ذا أتلانتيك” الأميركية بالاقتصاد الإسرائيلي المتنامي،ـ ويذهب إلى حد المجاهرة بوجود الكثير من المصالح الاقتصادية المحتملة التي قد تتشاركها مع إسرائيل، كان ما يسمى بفريق “14 آذار” الموالي للسعودية محتشداً في بيروت يعلن افتتاح “جادة الملك سلمان بن عبد العزيز”.
يتناقض المشهد بشكلٍ كبير مع هوية بيروت المقاوِمة، وهي العاصمة العربية الوحيدة التي طردت إسرائيل حليفة الملك سلمان، بقوة السلاح، حيث رفع المحتلون شعار “يا أهل بيروت لا تطلقوا النار، نحن منسحبون”.
القائم بأعمال السفارة السعودية الوزير المفوض في بيروت، وليد بخاري، هو من تولى إرسال دعوات رسمية بالبريد، ويدوياً وعبر الهاتف، إلى مئات الشخصيات اللبنانية للمشاركة في احتفال تسمية الشارع، متجاوزاً بذلك بلدية بيروت، ووزارة الداخلية اللبنانية. تجدر الإشارة إلى أن تسمية الشارع باسم الملك سلمان اتّخذه المجلس البلدي لبيروت بناء على اقتراح رئيسه الذي لبّى، وفق ما تؤكده مصادر في المجلس، تَمنٍ للبخاري بذلك.
شكل تدشين الجادة في بيروت استفزازاً لمشاعر أعداد كبيرة من اللبنانيين، الذين لم ترق لهم تسمية أحد شوارع العاصمة باسم قاتل أطفال اليمن، والمتآمر على قضية فلسطين وفصائل المقاومة في المنطقة، خدمة للمشاريع الأميركية الإسرائيلية. وعبر اللبنانيون تحت وسم #جادة_العار على “تويتر” عن استكارهم للخطوة، حيث وصفه البعض بقاتل أطفال اليمن، ناشرين صوراً لجثث أطفال اليمن الذين قتلوا بغارات تحالف العدوان السعودي، مطلقين أسماءهم على شوارع أخرى في العاصمة.