أخبار عاجلة
جانب من آثار الدمار الذي خلفته الآلة العسكرية السعودية ببلدة العوامية في يوليو 2017

قمع ابن سلمان لأهالي الشرقية يُسقط “تودده” للشيعة

تكذب الوقائع على الأرض الحديث “الودي” عن الشيعة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي أدلى به إلى مجلة “ذي أتلانتيك” الأمريكية، وهو مخالف أيضاً لنهج أسرته طوال عقود مضت.

تقرير: عاطف محمد

“يتمتع الشيعة بحياة طبيعية في السعودية، وليس لدينا مشاكل مع المذهب الشيعي”، عبارة لخص فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حال شيعة بلاده، محاولاً الظهور بمظهر الولي المتسامح والمتقبل للآخر على عكس توجهات أسرته الحاكمه طيلة عقود مضت.

يتضمن كلام ابن سلمان لمجلة “ذي أتلانتيك” الأميركية تلفيقاً وادعاءً ظاهر في الوقائع على الأرض، والتي يوثقها النشطاء الشيعة في البلاد بشكل يومي برغم الاضهاد والقمع.

وفي نظرة سريعة على واقع الشيعة في ظل حكم ابن سلمان، فإنه لا تغيب عن أذهان المواطنين في المنطقة الشرقية حادثة إعدام الشيخ نمر باقر النمر وعدد من مناصريه مع بداية عام 2016. فالرجل يعتبر من أبرز رموز المعارضة والمطالبين بالإصلاح.

كذلك، تضاعفت في عهد ابن سلمان معدلات الإعدام بحق الشيعة والمعارضين في البلاد لتصل، بحسب تقارير حقوقية، إلى 16 عشر مواطناً يومياً في الفترة الممتدة من يوليو / تموز 2017 حتى فبراير / شباط 2018.

يشن الرجل، الذي يجمل واقع الشيعة في الإعلام الغربي، في الوقت نفسه أكبر حملة اعتقالات شبه يومية ضدهم، كما وقام مؤخراً بهدم “حي المسورة” التاريخي في مدينة العوامية برمته مشرداً آلاف العوائل.

وجعلت هذه الصورة القاتمة الموثقة من مزاعم ابن سلمان مادةً دسمة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، مذكرين الرجل بجرائم قواته الامنية بحق أهالي القطيف والمسورة والعوامية.

في المقابل، دعا معارضون ونشطاء ابن سلمان إن كان صادقاً إلى الاعتراف الرسمي بالمذهب الشيعي كمذهب إسلامي، ووقف الحملات التكفيرية والتحريضية للدعاة والمنابر الإعلامية ضد الشيعة، وإعادة النظر في المناهج التعليمية، والاهتمام بالتنمية على المستويات كافة في المنطقة الشرقية للمملكة بما يتناسب وأهمية المنطقة الغنية بالنفط، ووقف أشكال القمع كافة اتجاه النشطاء، وإطلاق سراح المعتقلين، بالإضافة إلى المطالبة لابن سلمان بإلغاء أحكام الإعدام وإطلاق الحريات.

لا يبدو أن جملة المطالب التي ينبغي على ابن سلمان تنفيذها ليصدق في كلامه ووعوده ممكنة. فالرجل نسف كل ادعاءاته في المقابلة مع “ذي أتلانتيك”، من خلال تأكيده أن الخلاف مع إيران خلاف عقائدي وتوجيهه انتقادات عدة للمذهب الشيعي، كما أنه في حال قرر المضي قدماً للتصالح مع شيعة بلاده فعليه مواجهة تيارات ضغط لا يناسبها أي تسامح أو تقارب كالوهابية التي ترفض إسلامية المذهب الشيعي، وجهاز المباحث العامة الذي يهمه إبقاء التوتر لكونه يشكل فرضة للحوافز المهنية من ترقيات وغيرها.