استشاطت السلطات السعودية غضباً من ضرب ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر، فضلاً عن الصواريخ البالستية المدمرة، فقدّمت البعثة السعودية الدائمة لدى الأمم المتحدة رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، وطالبت بتدويل ميناء الحُدَيدة اليمني، لكن الرسائل اليمنية وصلت إلى الأميركيين قبل السعوديين.
تقرير: محمد البدري
في البحر كما في الجو والبر، يتلقى تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن الضربة تلو الأخرى. من إسقاط الطائرات إلى استهداف البوارج وناقلات النفط، تفرض القوة الصاروخية اليمنية قواعد اشتباكها، عبر رسائل تحذيرية او ضربات قاسمة.
آخر الرسائل كان استهداف القوة الصاروخية اليمنية ناقلة نفط عملاقة في البحر الأحمر تعود ملكيتها إلى “الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري” وتحمل مليوني برميل من النفط.
على الرغمِ من أن الشركة السعودية لم تصدر بياناً توضيحياً، فإن القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي أفادت بأن الناقلة المستهدفة تحمل اسم “أبقيق”. وفيما قلل وزير الطاقة السعودية خالد الفالح من أهمية الهجوم، زاعماً انه “محاولة يائسة”، إلا أن واشنطن وقيادة “التحالف” كان لهما رأي آخر.
وأعرب البيت الأبيض عن “انزعاج بالغ” من “مهاجمة سفينة تجارية في باب المندب أحد أكثر ممرات الشحن في العالم ازدحاماً”، في حين حذر المتحدث باسم تحالف العدوان، تركي المالكي، من “تأثير القوة الصاروخية اليمنية على الملاحة في البحر والمضيق”، مدعيًا استهداف طيران “التحالف” لمعامل “تصنيع زوارق مفخخة” في الحُديدة، وهو ما نفت صحته مصادر يمنية، مؤكدةً أن عملية ضرب ناقلة النفط السعودية جرت بصاروخ بر ــ بحر من طراز “مندب 1” المطور محلياً، وليس عن طريق الزوارق المفخخة. مشيرةً إلى أن الغارات على الحُديدة لم تصب أي هدف.
تكشف رسالة البعثة السعودية الدائمة إلى مجلس الأمن، أيضاً، حجم تأثير الضربة اليمينة، بما حوته من مطالباتٍ سعودية لوضع رقابةٍ دولية على ميناء الحُديدة. دعت الرسالة المجلس إلى إدانة ما اعتبرته “تهديداً لحرية الملاحة”.
يمكن الاستنتاج من خلال عملية ضرب ناقلة النفط السعودية بصاروخ “مندب 1” أن القوة الصاروخية اليمنية باتت تمتلك زمام المبادرة في البحر بعد الجو والبر، لا سيما وأن استهداف الناقلة في البحر الأحمر تبعه استهداف خزانات “آرامكو” النفطية في جيزان بصاروخ “بدر 1”. تتجاوز هذه الرسائل الصاروخية الرياض لتطال منظومة ما يُسمى بتحالف “البترول والدولار” بأكمله.