شنت طهران هجوماً عنيفاً ضد السلطات السعودية ووصفت نظام المملكة بأنه “نظام مجرم ولا بد من محاكمته في محكمة إسلامية صالحة”.
تقرير: هبة العبدالله
تتجه العلاقات السعودية الإيرانية بما تحمله من انعكاسات على المنطقة إلى مزيد من التصعيد مع تبادل طهران والرياض رسائل قاسية.
وإذا كانت لهجة السعودية الحادة اتجاه إيران لم تتغير، فإن التصعيد هذه المرة كان مفاجئاً من الطرف الإيراني. فالتصريحات التي أطلقت يوم الجمعة 6 أبريل / نيسان 2018، من طهران، تعتبر الأولى من نوعها في العلاقات مع المملكة لجهة الاتهامات الموجهة إليها، تعود فيها طهران ربما عن سياسة مد اليد والدعوة للحوار مع الرياض.
فقد أكد خطيب جمعة طهران المؤقت السيد أحمد خاتمي أن النظام السعودي هو “نظام مجرم ولا بد من محاكمته في محكمة إسلامية صالحة”. وانتقد خاتمي مواقف ولي العهد السعودي التي وصفها بـ”الخانعة اتجاه كيان الاحتلال في حين أن الرد الصحيح لا يكون إلا بالمقاومة”.
ويضيف خاتمي، في خطبة صلاة الجمعة، في طهران، أن الرياض “تتجه إلى تعزيز علاقاتها مع كيان الاحتلال وليس هذا خطأ استراتيجيا بل هو خيانة عظمى”، مشيراً إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “يبدو جاداً نسبياً بالاعتراف رسمياً بالكيان الصهيوني”.
وشدد خاتمي على أن النظام السعودي “شريك في جميع المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني”، وأعرب عن أمله في أن “يزول النظام السعودي البالي والمتداعي بما لديه من سجل أسود ومن بعدها سينهار الكيان الصهيوني”.
جاء الهجوم الإيراني على السعودية مزدوجاً. فوزارة الخارجية الإيرانية هاجمت الرياض على خلفية علاقاتها المتنامية مع تل أبيب. واتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي النظام السعودي بالتملق لكيان الاحتلال رداً على التصريحات الأخيرة لولي العهد السعودي لمجلة “تايم” الأميركية التي تحدث فيها عن “مصالح مشتركة” بين الرياض وتل أبيب و”أعداء مشتركين” مسمياً هنا إيران.
وقال قاسمي، للصحافيين في طهران، إن “السياسات الأخيرة للنظام السعودي تشكل مأساة محزنة جداً”، مؤكداً أن “حالة تخاذلة هذه ستكون نهاية قاتمة لمرتكبي هذا التراجع التاريخي اتجاه القضية الفلسطينية والذي سيتم تسجيله على أنه عار كبير للسعودية في مسار التطورات في العالم الإسلامي”.