وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف

نبأ نت | انتظارٌ لـ”ضربة” أميركية في سوريا وسط دعوات روسية للاعتبار بالعواقب

ما زال العالم يترقب ماهية تهديدات الولايات المتحدة ضد سوريا بالرد خلال فترة قريبة على هجوم كيميائي في مدينة دوما السورية تزعم واشنطن أن دمشق نفذته. وفي حين تحاول الإدارة الأميركية التسريب عبر مقربين منها حول السيناريوهات المفترضة، صعّدت موسكو من لهجتها لكنها أملت في أن لا يصل التصعيد إلى مواجهة أميركية روسية.

تقرير: محمد البدري

هي المرة الأولى التي يتوجه فيها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، باتهام مباشر وشخصي للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. مزاعم الهجوم الكيميائي على منطقة دوما في الغوطة الشرقية تحمل لغةً أميركية مختلفة ضد دمشق وموسكو وطهران.

تتحرك موسكو في اتجاهات عديدة لاحتواء التهديدات الأميركية، بما يتناسب مع المكتسبات الميدانية والسياسية، وتماسك تحالفها القائم مع طهران ودمشق.

أي اعتداءٍ أميركي على سوريا يستهدف إيران وروسيا أيضاً. تلك هي المعادلة التي فرضها وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بتأكيده أن الهجوم الكيميائي المفترض يهدف إلى “القيام بحملة شاملة ضد الحكومة السورية” و”يستهدف موسكو وإيران”، فيما ذهب الجِنرال يوري شيفيتكين، نائب رئيس لجنة شُؤون الدّفاع في البرلمان الروسي، أبعد من ذلك، مشدداً على أنه “يحق لسوريا توجيه ضربات ضد القواعد العَسكريّة داخل الأراضي السوريّة”، في إشارةٍ واضحة إلى القواعد العسكريّة الأميركيّة.

وفي موازاة دعوتها بعثة لتقصي الحقائق من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى دوما، تنشط موسكو دبلوماسياً لمواجهة “الوقاحة الغربية” كما عبر عنها مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا. بدوره، كشف نائب وزير الخارجية الروسية مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، عن استدعاء سفير كيان الاحتلال إلى مقر الخارجية الروسية لبحث الأوضاع المتدهورة في الشرق الأوسط، في الوقت الذي وصل فيه إلى طهران، ألكسندر لافرنتييف، المبعوث الروسي الخاص وذلك لبحث التطورات في سوريا.

أما وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، فأعلن عن أمل موسكو في “ألا تصل الأمور في سوريا إلى مستوى التهديد باندلاع مواجهة عسكرية” بين روسيا والولايات المتحدة، داعياً الولايات المتحدة إلى “الأخذ بعين الاعتبار العواقب الوخيمة لأي اعتداء خارجي على سوريا بذريعة أخبار مفبركة”.

يشي التحشيد الدولي لتوجيه ضربة ضد دمشق بأن واشنطن تضع في خياراتها ردة فعل مشتركة من قبل طهران وموسكو ودمشق، لا سيما وأن التحام القوى الكبرى في الميدان السوري باتَ أمراً واقعاً، بعد احتراق ورقة المجموعات المسلحة، وانكشاف القوى المؤثرة في الميدان السوري بوجه بعضها.