تداعيات تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لصحيفة ذا اتلانتيك الاميركية مستمرة، اخرها منحه لقب بلفور بن سلمان لدوره الفاعل في تصفية القضية الفلسطينية..
تقرير: حسن عواد
في اندفاعه نحو الأحضان الاسرائيلية، تجاوز ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كل السقوف. لم يبرر للعلاقات مع تل ابيب من زاوية موازين القوى والظروف السياسية، كما هي عادة مبرري أنصار التسوية مع الاحتلال، بل انتقل إلى ما لم يستطع حتى رعاة صفقة أوسلو بلوغه، عبر الحديث عن الحق الاسرائيلي بأرض فلسطين. وما كان دور مهندس التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي أنور عشقي وبعض الاعلاميين السعوديين الا الوصول الى هذه المرحلة من التقارب.
كلام بن سلمان لصحيفة ذا اتلانتيك، لم تنته مفاعيله، ولا يزال المحللون الاسرائيليون يمسكون به كورقة يدعون فيها هذا الحق.
كلام يأتي كتلبية لأحد المطالب الأساسية لمعسكر اليمين الإسرائيلي، ويتجاوز في أهميته ورسائله، الاعتراف بالكيان الاسرائيلي كدولة. فأصبح أول مسؤول عربي يمنح الحركة الصهيونية الحق بأرض فلسطين. وهو أخطر ما يمكن أن يصدر عن جهة عربية. فمن مبادئ هذه الحركة أنها عادت كي تحرر وطنها المزعوم من الفلسطينيين المحتلين، وأنهم ليسوا إلا حركة تحرر وطني، في مقابل مستوطنين فلسطينيين اعتدوا على الاسرائيليين المغلوب على أمرهم.
وتوقع مراقبون أن يزحف مشايخ البلاط السعودي الذين جل دورهم منح الغطاء الشرعي لمواقف الاسرة الحاكمة على راسها الملك سلمان وولي عهده محمد، عبر الحديث عن الوجود اليهودي في فلسطين قبل آلاف السنين، وتجاهل الملايين من الشعب الفلسطيني المشرد في شتى بقاع الارض، وملايين آخرين يقبعون تحت الاحتلال والحصار والقمع، ما يوضح بما لا يقبل مجالا للشك كم أنّ للنظام السعودي دوراً عميقاً في مخطط تصفية القضية الفلسطينية.
حضرت هذه الأبعاد لدى المعلقين الاسرائيليين في العديد من وسائل الإعلام، من ضمنهم صحيفة هآرتس التي لفت معلقها للشؤون العربية تسافي برئيل، إلى أن محمد بن سلمان قد استحق لقب بلفور ابن سلمان.