تكذب القمة العربية الأنباء حول انفراجة قريبة للأزمة الخليجية برعاية أميركية، وهو ما تؤكده الدوحة بتخفيض مستوى تمثيلها في قمة الظهران.
تقرير: عاطف محمد
على خلاف ما يُشاع في الإعلام عن انفراجة قريبة تتعلق بالأزمة الخليجية، يذوب ثلج التطمينات في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، وتظهر الخلافات العميقة بين أطراف الأزمة.
وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة، الذي تزعجه وسائل الإعلام القطرية في تناولها مؤخراً للحراك السلمي في بلاده، وكيفية قمع السلطات، ينتقد ما وصفه بـ”الهجوم القطري” على القمة العربية المقررة في الظهران في السعودية، يوم الأحد 15 أبريل / نيسان 2018، مشيراً إلى أن ذلك “يؤكد عدم وجود أي دور للدوحة في هذا المحفل العربي”.
الهجمة الإعلامية القطرية على قمة الظهران و إساءاتهم المتواصلة الى اليوم لخادم الحرمين الشريفين تؤكد ان قطر لا مكان و لا دور لها في القمة و تمثيلها بأي شكل لا يخدم الأمن القومي العربي
— خالد بن أحمد (@khalidalkhalifa) April 13, 2018
وقال الوزير البحريني، في تغريدات على حسابه في “تويتر”، إن “الهجمة الإعلامية القطرية على قمة الظهران وإساءاتها المتواصلة إلى اليوم لخادم الحرمين الشريفين تؤكد أن قطر لا مكان ولا دور لها في القمة، وتمثيلها بأي شكل لا يخدم الأمن القومي العربي”.
استدعى هذا الهجوم رداً من قطر التي نشر مدير المكتب الإعلامي في وزارة خارجيتها أحمد بن سعيد الرميحي، تغريدة على “تويتر”، قائلاً: “قطر لها تمثيل بواسطة السفير سيف البوعينين وشارك في الاجتماعات، والعلم يرفرف في مرافق الشرقية رغماً عن أنفكم، واجتماعكم الرباعي ضد قطر دليل على نيتكم إفشال القمة”. وكان الرميحي قد خاطب دول الحصار التي اجتمعت على هامش التحضير للقمة العربية بالقول: “تعيشون في عالم من الوهم”.
قطر لها تمثيل بواسطة السفير سيف البوعينين وشارك بالاجتماعات ، والادعم يرفرف في مرافق الشرقية رغماً عن انفكم ، واجتماعكم الرباعي ضد قطر دليل على نيتكم افشال القمة https://t.co/IEU1CkPQ3n
— أحمد بن سعيد الرميحي (@aromaihi) April 13, 2018
يُكذِّب تصاعد اللهجة بين قطر والدول المقاطعة له ما كان قد نشر في وسائل الإعلام مؤخراً حول طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إنهاء الأزمة الخليجية فورا، فكل المؤشرات تؤكد عكس ذلك خصوصاً وأن مراقبين للأزمة يعتبرون أن الطرف الأميركي أكبر المستفيدين من استمرار الأزمة، بعدما عقدت واشنطن صفقات تسليح بمليارات الدولارات مع كل من الدوحة والرياض، مؤخراً، واللتان تتهافاتان لإرضاء الأميركي والانفراد بالوكالة الحصرية لأجندة أميركا شرق أوسطية.
ما أشيع عن قرب حلحلة الأزمة يفنده أيضاً انخفاض سقف التوقعات حول طبيعة الوفد القطري الذي سيحضر قمة الظهران، حيث خفضت الدوحة مستوى تمثيلها في الاجتماعات التحضيرية، إذ غاب وزير خارجيتها محمد عبد الرحمن آل ثاني عن اجتماع لنظرائه العرب، كما غاب وزير المالية، علي شريف العمادي، عن اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري، الذي عقد في الإطار ذاته.