حذرت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية من فكرة إرسال قوات عربية إلى سوريا لتحل محل القوات الأميركية بعد انسحابها من هناك، مستندةً في تحذيرها إلى الفشل العسكري السعودي في اليمن وعدم قدرة السعودية على إرسال قواتٍ إلى سوريا.
تقرير: محمد البدري
استقبلت الصحافة الغربية بكثيرٍ من الإستهزاء رغبة السعودية بإرسال قواتٍ إلى سوريا بناءً على الطلب الأميركي. يعود ذلك إلى الوضع المزري الذي تعيشه القوات السعودية في اليمن، حيث أن الرياض التي عملت على شراء الجيوش لتفيذ مهامٍ عسكرية بدلاً عن جيشها الذي أثبت فشله ميدانياً، تسعى الآن إلى إرسال قوات عربية إلى سوريا.
ونقلت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية عن نيكولاس هيراس، الباحث في “مركز الأمن الأمريكي الجديد”، قوله إن السعودية “ستكون مستعدة للقتال في سوريا حتى آخر جندي سوداني”، مرجحاً أن “تستعين السعودية بقوات من دول أخرى مثل باكستان والسودان” في حال قررت الدخول عسكرياً في المستنقع السوري.
يشير هيراس إلى أن “السعودية تفضل إرسال ضباط الاستخبارات والمال بدلاً من إرسال جنود على الأرض”، عازيًا ذلك إلى أن الرياض “تواجه مشكلة كبيرة اليوم، فأراضيها باتت مخترقة من قبل القوات اليمنية، وليس من المنطقي أن ترسل قواتاً برية إلى سوريا”.
يتساءل كبير الباحثين في شؤون الشرق الأوسط في “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية” في واشنطن، إيميل هوكايم، عما “إذا كان السعوديون قد استشاروا الدول الأخرى قبل التحدث باسمها، لا سيما وأن المملكة كانت تعتقد بأن مصر وباكستان ستساعدانها في اليمن لكنهما لم تفعلا”.
ويضيف هوكايم “فكرة التدخل العربي تظهر كل عامين، وينظر إليها دوماً على أنها فكرة ذكية من الناحية السياسية لخلق إحساس بفكرة المشاركة في المنطقة، ولكن في الواقع إن تطبيق فكرة إرسال قوات عربية إلى سوريا تكاد تكون مستحيلة”.
وحذرت “ذي غارديان” من فكرة إرسال قوات عربية إلى سوريا لتحل محل القوات الأميركية بعد انسحابها من هناك، مؤكدة أن “مثل هذه الخطوة دونها عقبات كثيرة، وقد تؤدي إلى تفاقم الصراع”، واصفة تلك الفكرة بأنها “غير قابلة للتطبيق”.