في تمثيليةٍ واضحة المعالم، خرج السفير البريطاني في السعودية، سايمون كوليس، في تسجيلٍ مصورٍ من بلدة العوامية، مدافعاً عن إجرام آل سعود، ومتهماً أهل العوامية بـ”الإرهاب” بينما دم شهدائهم الذين قضوا بنيران السلطات لم يجف بعد، فيما لا تزال العوائل مهجرة من منازلها المهدمة.
تقرير: محمد البدري
لم يجد النظام السعودي إلا السفير البريطاني، سايمون كوليس، ليلمّع صورته الإجرامية والإرهابية التي حُفرت في وجدان أهالي العوامية، لا سيما “حي المسوَّرة”، بعد الاجتياح التي قامت به القوات السعودية للحي في مايو / أيار 2017.
هي سابقة خطيرة يسجلها السفير البريطاني بزيارته العوامية واطلاقه تصريحات مغايرة تماماً للحقيقة ومشوهة لوقائع ما حدث. من تجب اتهامها بالإرهاب هي القوات السعودية التي اقتحمت البيوت الآمنة في “حي المسوَّرة” تحت ذريعة واهية تتمثل بإعادة إعمار الحي، ودمرتها وعاثت خرابًا وفسادًا ونفذن إعدامات ميدانية وقامت بقنص متواصل لسكان الحي، وشنت حملة اعتقالات تعسفية بحق سكان الحي من دون وجه حق.
لم يلحظ السفير البريطاني أشهراً من الحصارِ والقصفِ المتواصل والإعتداءات اليومية، قافزاً فوق هذا كله ليزعم بأن السلطات السعودية “هزمت الإرهابيين في الحي”، برغم أنه يدري بأن الذين يصفهم بـ”الإرهابيين” لم يكونوا الا مدنيين عزّل صمدوا في منازلهم وأرضهم بوجه الآلة العسكرية التابعة للنظام السعودي.
لا يُتوقع من السفير البريطاني غير ذلك، لا سيما وأن حكومة بلاده تشكل الداعم الأبرز لإرهاب آل سعود، الذي يمارس داخل السعودية وخارجها، لكن الوقاحة في استقدام السفير البريطاني لتلميع صورة النظام تبدو محاولة لإخفاء جريمة بجريمة أخرى.
يتحدث السفير البريطاني عن ما أسماه “إعادة الإعمار والاستثمارات القائمة، فيما لا يزال أهل “حي المسوَّرة” الذي طردوا من منازلهم بعد ان تم تهديمها، مهجرين، بينما لم تؤمن السلطات أي مأوىً مناسباً لهم، ومنعتهم من العودة إلى ديارهم، بالتوازي مع إبقاء العوامية لا تزال بكامل مساحتها تحت الحصار.
يعترف السفير البريطاني بأن زيارته إلى العوامية جاءت بترتيبٍ من السلطات السعودية، لتظهر المسرحية واضحة، وتبقى الحقيقة الواضحة بأن أهالي الحي هُدمت منازلهم وطُردوا من ديارهم، واعتقل أبناؤهم، ومارست بحقهم السلطات السعودية إرهابًا ممنهجًا. فمهما قال السفير البريطاني فإنه لن يقدر على طمس وصمة الظلم والعار.