حي "المسوّرة" المدمر في العوامية

الاضطهاد والاعدام والملاحقات الأمنية..تهديدات تلاحق أبناء المنطقة الشرقية

في مفارقة لافتة، وتزامنا مع زيارة سفير بريطانيا بالرياض إلى العوامية وانتهاكه للأعراف الدبلوماسية وإدلائه بمجموعة من المزاعم الداعمة لانتهاكات السلطات بحق الشيعة، اضاء الاعلام البريطاني على المعاناة التي يعيشها الشيعة في المنطقة الشرقية عبر القتل والتدمير والاعدامات.
تقرير: سناء ابراهيم

قتل، تدمير، اعتقالات، تهميش، تشريد، ملاحقات أمنية مستمرة، وأحكام إعدام تتزايد بشكل مضطرد، مشهدية يعيشها أهالي المنطقة الشرقية، وتحديداً بلدة العوامية الرازحة تحت وطأة تبعات الهجوم العسكري الذي نفذته مختلف الفرق العسكرية على امتداد 100 يوم العام الماضي، واستخدمت خلاله شتى أنواع الأسلحة والذخائر والرصاص الحي الذي تسبب باستشهاد أكثر من ثلاثين شخصاً بينهم أطفال. فصول الاجتياح، تناولها الاعلام البريطاني اليوم الجمعة .
بالتزامن مع الانتهاك الدبلوماسي لسفير بريطانيا في الرياض سايمون كريس بزيارة العوامية ونشره رواية السلطات السعودية لتبرير عدوانها على العوامية وهدم حي “المسوّرة”، بمزاعم الإعمار والاستثمار، أورد موقع “ميدل ايست آي”، تقريراً يحكي تفاصيل الاعتداءات العسكرية على أبناء العوامية وتهديد حياتهم بشكل مستمر بسبب العسكرة السعودية.
“خوفا من الإعدام ، يضطر الشيعة السعوديون إلى الاختباء”، تحت هذا العنوان جاء التقرير، مبيناً تفاصيل الهجوم المستعر لمختلف القطاعات العسكرية على العوامية والذي تسبب بتشريد الأهالي وانفصال العوائل عن بعضها بفعل الحصار العسكري وفرض حالة التهجير، واستتباعها بمداهمات عشوائية لم يسلم منها كبير أو صغير، حيث سجلت عمليات قتل خارج نطاق القانون.
ينقل الموقع شهادات حية من أهالي العوامية من دون ذكر اسمائهم خوفا من تعريضهم لملاحقات عسكرية او عمليات اعتقال، إذ يروي أحد أبناء المنطقة، تفاصيل الانتهاكات والمضايقات التي يتعرض لها بسبب مشاركته في تظاهرات سلمية في العام 2011 التي طالبت بالحقوق المشروعة، مشيرا إلى أنه محروم من لقاء زوجته، لم ير طفله منذ ولادته.
يرى مراقبون أن الانتهاكات المتواصلة بحق الشيعة ارتفعت وتيرتها منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العرش، حيث يتخوّف من موت “المزيد منهم تحت حكمه”، وعلى الرغم من المزاعم والادعاءات التي يقولها ابن سلمان، فإنه لا يزال يستمر بتجريد الشيعة من حقوقهم السياسية.
“ميدل ايست آي”، لفت إلى مواصلة استخدام عقوبة الإعدام كسلاح سياسي ضد الشيعة،إذ أشارت منظمة العفو الدولية إلى أن المحكمة العليا أيدت أحكام الإعدام الصادرة بحق 26 رجلاً منذ تولي بن سلمان السلطة ، متخوفة من تنفيذ الأحكام بحقهم، حيث تستخدم الرياض الإعدام كسلاح سياسي.