تعمل أبو ظبي، عبر “شركة موانئ دبي العالمية”، للسيطرة على دول القرن الأفريقي والتحكم به، خدمة لسياسات الغرب التي ترى ضرورة في إبقاء هذه المنطقة فقيرة ومحرومة من الاستقرار.
تقرير: سناء ابراهيم
تواصل الإمارات وحلفاؤها ومن ضمنهم شركة “بلاك ووتر” الأميركية أعمال التخريب ضد الصومال. وفي حين كانت السياسة الغربية القديمة قائمة على إبقاء الصومال فقيرة ومحرومة من الاستقرار، فقد وجد الغرب في الإمارات وكيلاً موثوقاً به لتحقيق أهدافه.
تعمل الإمارات على سياسة ذات شقين في الصومال والدول المجاورة، من جهة تساعد حلفاءها الغربيين على تأمين أهدافهم الاستعمارية الجديدة في المنطقة، ومن جهة أخرى تعمل على تعزيز مصالحها الاقتصادية الحيوية، وهو ما توصلت إليه صحيفة “ديلي صباح التركية”.
تشير “ديلي صباح”، في مقال تحت عنوان “الإمارات تقوم بأعمال قرصنة وتخريب في الصومال”، إلى أن “شركة موانئ دبي العالمية”، التي تتخذ من دبي مقراً لها، “تشكل جزءاً أساسياً من هذه الاستراتيجية، حيث يثق الجيش الأميركي بها أكثر من أي شركة أخرى في تسهيل مكالمات الميناء والخدمات اللوجستية الأخرى”.
وفي منطقة القرن الإفريقي الإستراتيجية، حققت جيبوتي نجاحاً مبكراً لـ”شركة موانئ دبي العالمية” عندما حصلت على امتياز في عام 2006 لتشغيل محطة حاويات دوراليه الجيبوتية، لكن الإمارات عانت من نكسة عندما أنهت حكومة جيبوتي الصفقة في عام 2018، زاعمة أن الشركة استخدمت “أساليب غير قانونية وفساد لتأمين العقد”.
لم تكن خطة الإمارات في جيبوتي فقط إدارة عمليات الشحن العابرة لشرق أفريقيا، بل وضع نفسها في مكان بارز على الخط البحري الذي تمر عبره الكثير من منتجات الطاقة وغيرها من البضائع التجارية إلى آسيا وأوروبا، حيث يعتبر فقدان جيبوتي بمثابة صدمة للإمارات وسيصعب عليها التعويض عن خسارتها.
وبحسب “ديلي صباح”، فإن العدوان الذي تقوم به السعودية والإمارات ضد اليمن له “أهداف مماثلة لإزالة كل التحديات البحرية في الجوار، حيث يعتبر التحكم في عدن عاملاً أساسياً في مستقبل الإمارات ويجب أن يتم النظر إلى حماسة المملكة المتحدة والولايات المتحدة بشأن قبول الدمار في اليمن وقتل شعبه أيضاً من هذا المنظور”.
ويظهر بوضوح أن الإمارات ترغب في الذهاب إلى أبعد مدى في السعي إلى تحقيق مصالحها في القرن الأفريقي، والتي تتفق بشكل واضح مع الأهداف العسكرية الغربية.