تقرير: عاطف محمد
تقع العوامية، وهي بلدة سعودية ذات أغلبية شيعية، في محافظة القطيف في شرق المملكة، تطل على الخليج العربي. اشتهرت العوامية في القديم بالزراعة والصيد والتجارة، وعَرفت منذ عام 2009 مظاهرات احتجاجية سلمية مطالبة بالإصلاح واجهتها قوات الأمن بحملة عسكرية غير مسبوقة أدت إلى سقوط عشرات الشهداء.
وصل عدد سكان العوامية إلى نحو 25 ألف نسمة قبيل اجتياحها من قبل القوات السعودية في مايو / أيار 2017، والتي أدت إلى فرار آلاف السكان من منازلهم بسبب استهداف قوات الأمن للمتظاهرين وسرقة منازلهم واعتقالهم.
مع اندلاع الاحتجاجات في بلدان عربية عدة عام 2011، عاد الحراك السلمي بشكل أقوى إلى العوامية، وتصاعد أكثر مع دخول قوات “درع الجزيرة” بقيادة السعودية إلى البحرين لقمع الاحتجاجات الشعبية هناك، واتهمت السلطات وقتها رجال دين شيعة في مقدمتهم الشهيد الشيخ نمر النمر بالتحريض على المظاهرات.
واصل المواطنون في العوامية نشاطهم السلمي المطالب بالإصلاح على مدار السنوات اللاحقة، فيما ظلت صورة الشيخ النمر وخطاباته تؤرق حكام آل سعود إلى ان تمكنت من اعتقاله.
وشهد عام 2016 تصاعداً في وتيرة الاحتجاجات وحدتها، بعد إعلان السلطات في يناير / كانون الثاني 2016 عن إعدام الشيخ النمر و47 آخرين بتهمة الإرهاب، وهو الحدث الذي فجر احتجاجات تجاوزت حدود المنطقة الشرقية بالسعودية وامتدت إلى إيران والبحرين والعراق ولبنان.
لم تهدأ الاحتجاجات بعد استشهاد الشيخ النمر، وفي مارس / آذار 2017 شهد “حي المسوَّرة” الأثري شمال شرق العوامية أشد الحملات العسكرية فتكاً بأبناء البلده بزعم القضاء على تجمعات لإرهابيين، وبحجة تنفيذ مخطط عمراني هناك.
نحو 3 أشهر احتاجتها القوات السعودية المدججة بالسلاح للسيطرة على “المسوّرة”، مخلفة ورائها عشرات الشهداء والجرحى وسط صمت إقليمي ودولي اعتاد عليه المطالبون بالإصلاح شرق المملكة منذ عام 2009.